السنة الثامنة وستمائة
وفيها عاد نجاح الشرابي والقمي من تستر إلى بغداد ، وبين يديهما سنجر مملوك الخليفة الذي عصى عليه راكبا على بغل ببرذعة ، وفي رجليه سلسلة ، وحبس ، وجمع القمي القضاة والفقهاء والأعيان ، وأخرج كتبه إلى المخالفين في الدولة وإلى نوابه يقول : من لقيتم من عسكر الخليفة ، وقرأها على الجماعة فأفتوا بإراقة دمه وأيس سنجر والناس من نفسه ، فقال القمي : فإن أمير المؤمنين قد عفا عن ذنبه وصفح عن جرمه ، وأفاض الخلع عليه ، وجمع بينه وبين أهله في الصاغة في دار طاشتكين بدار الخليفة.
وفيها قدم رسول جلال الدين حسن صاحب ألموت يخبر بأنهم تبرأوا من الباطنية وبنوا المساجد والجوامع ، وقد أقيمت الجمعة والجماعات عندهم ، وصاموا رمضان ، فسر الخليفة والناس بذلك ، وقدمت خاتون أم جلال الدين حاجة ، فاحتفل لها الخليفة.
وفيها بعث الخليفة خاتمه إلى وجه السبع بالشام ، وبعث معه العادل رسولا ، فأكرمه وولى وجه السبع الكوفة إقطاعا.
وفي شعبان قدم ايدغمش من همذان إلى بغداد ، وكان منكلي مملوك أزبك قد طرده من همذان فاحتفل له الخليفة وأخرج جميع أرباب الدولة للقائه وقام له بالضيافة العظيمة ....
فصل
...... وفيها حج بالناس من العراق علاء الدين محمد بن ياقوت ، نيابة عن أبيه ، ومعه ابن أبي فراس يدبره ، وفي الحج أم جلال الدين ، وحج بالناس الصمصام أخو سياروخ على حج دمشق ، ومن القدس الشجاع علي بن السلار أميرا على حج القدس ، وكانت ربيعة خاتون بنت أيوب ، أخت صلاح الدين في الحج ، فلما كان يوم النحر بمنى ،