فصل
..... وفيها عصى قطب الدين سنجر الناصري بتستر بعد موت طاشتكين ، وكان زوج ابنته ، فبعث إليه الخليفة عز الدين نجاح الشرابي ، ومؤيد الدين القمي نائب الوزارة ، فلما قربوا من تستر هرب سنجر بأمواله وأهله إلى صاحب شيراز أتابك نرسي ، وقيل سعد ، فحلف له أن لا يسلمه ، ثم نكث وغدر به ونهب أمواله ، وجميع ما كان معه وارتكب من النساء الفواحش ، وسلمه إلى نواب الخليفة فعادوا به إلى بغداد فأدخل سنجر بعد الملك والسلطنة على بغل في السنة الآتية.
فصل
وفيها خرجت من دمشق إلى نابلس إلى الغزاة ، وكان الملك المعظم عيسى رحمهالله بها ، جلست بالجامع يوم السبت خامس ربيع الأول وكان الناس من باب المشهد الذي لزين العابدين إلى باب الناطفانيين ، وإلى باب الساعات ، وكان القيام في الصحن أكثر بحيث امتلأ جامع دمشق ، وحزروا ثلاثين ألفا ، وكان يوما لم ير بدمشق مثله ولا بغيرها ، وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة ، وقد وقفت على حكاية أبي قدامة الشامي مع تلك المرأة التي قطعت شعرها ، وبعثت به إليه وقالت : اجعله قيدا لفرسك في سبيل الله ، فعملت من الشعور التي اجتمعت عندي شكلا لخيل المجاهدين ، ولما صعدت المنبر أمرت بإحضارها فحملت على أعناق الرجال ، وكانت ثلاثمائة شكال ، فلما رآها الناس صاحوا صيحة عظيمة ، وقطعوا مثلها ، وقامت القيامة ، وكان المبارز المعتمد إبراهيم رحمهالله والي دمشق حاضرا وجميع الأعيان ، فلما نزلت من المنبر يطرق لي ويمشي بين يدي إلى باب الناطفانيين ، فتقدم إلى فرسي فأمسك بركابي وأركبني ، وخرجت من باب الفرج إلى المصلى ، وجميع من كان بالجامع بين يدي ، وسرنا من الغد إلى الكسوة ومعنا خلق مثل التراب.