مهدي وأرباب الدولة إلى خزانة السلاح ، فرأوا النار قد لعبت فيها ، واجتمع جميع من ببغداد من : السائقين ، والفراشين بالقرب ، والروايا والصناع ، والفعلة وأقاموا يوما وليلة يقلبون الماء على النار ، وهي تزداد ، فاحترق جميع ما كان في الخزانة من الأسلحة والأمتعة والقسي ، والنشاب والرماح ، والجروخ ، والسيوف والجواشن والزرديات ، وقدور النفط والخوذ المرصعة بالجواهر ، واليواقيت ، وعملت النار وساعدها الهواء ، ودبت إلى الدور ، والتاج ، والدار البيضاء ، فخرج الخليفة منها إلى دجلة ، واحترقت خزانة الرؤوس [وفيها] رأس البساسيري ، ورأس ابن منكلي ، ورأس طغريل وغيرها ، ويقال إن قيمة ما ذهب ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف دينار ، وكان ذلك عبرة لمن اعتبر ، وفكرة لمن افتكر.
فصل
وفيها جاءت الفرنج إلى حماة ، وأخذوا النساء الغسالات من باب البلد على العاصي ، وخرج إليهم الملك المنصور ابن تقي الدين وثبت وأبلى بلاء حسنا ، وكسر الفرنج عسكره ، ووقف على الصافة من المرقنطة إلى باب حماة ، ولولا وقوفه ما أبقوا أحدا من الناس.
وحج بالناس من العراق وجه السبع ، ومن الشام صارم الدين برغش العادلي والي قلعة دمشق ، وزين الدين قراجا صاحب صرخد ، وجاء أبو محمد يوسف ، وقرأ عزل ولي العهد بمكة والمدينة عند قبر النبي صلىاللهعليهوسلم .....
فصل
وفيها توفي الملك ابن بكتمر صاحب خلاط ، كان شابا لم يكن في الدنيا أحسن منه ، ولم يبلغ عشرين سنة قتله الهزار ديناري ، وقيل بل غرقه في البحر ، ثم قتل الهزار ديناري بعده وسنذكره ، والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.