إلى حسام الدين من سقاه السم فرمى كبده قطعا ، وبقى ناصر الدين فخاف أن يجري عليه ما جرى على أخيه ، ويصير له تعبا ، فكان النظام ولؤلؤ يأكلون البلاد على اسم ناصر الدين ، وكان يصعد إلى القلعة للسلام على النظام ، فصعد على العادة وضبط له الأمراء الباب ، فدخل على النظام وقد تهيأت له الأسباب وعنده أم ناصر الدين فضربه بالباقرون فقامت إليه في وجهه ، وقالت : تأن فما يفوت ، فقال : اذهبي وإلا ألحقتك بالنظام ، ثم قتله ، وخرج واتفق دخول لؤلؤ فالتقاه في الدهليز وكان أعور ذهبت احدى عينيه في حصار ماردين ، فضربه بالباقرون في عينه الصحيحة على أفعاله القبيحة ، وطلع السطح فرمى به للعوام ، فانهزم أصحاب لؤلؤ والنظام ، وملك القلعة بما فيها واستولى على ذخائر يحير وصفها ، وبعث ناصر الدين بأطراف لؤلؤ إلى الموصل ، وميافارقين وجبل جور ، واستقامت له الأمور.
وفيها حج بالناس طاشتكين ........
السنة الحادية وستمائة
وفي جمادى الآخرة عزل الخليفة الناصر ولده أبا نصر محمد عدة الدنيا والدين عن ولاية العهد ، اجتمع أرباب الدولة في دار الوزير ابن مهدي والقضاة ، والعلماء ، والفقهاء والأمراء ، وأخرج الوزير رقعة بخط ولي العهد إلى والده مضمونه أنه حين ولاه العهد لم يكن يعلم ما يجب عليه ولا قدر ذلك ، وأنه سأل أباه إقالته وعزله وأنه لا يصلح لذلك ، وشهد عليه أبو منصور سعيد بن الرزاز ، وأبو نصر أحمد بن زهرة العدلان بذلك ، وأن الخليفة أقاله ، وانشأ محمد بن محمد القمي كتابا إلى البلدان بذلك ، وهذا محمد القمي هو الذي ناب في الوزارة ، وعزل في أيام المستنصر بالله ولقبه المكين.
وفي جمادى الآخرة عقيب هذه الواقعة وقع حريق في دار الخليفة لم يجر في الدنيا مثله ، فتحت أبواب الدار في الليل ، وركب الوزير ابن