الشهوات والشواغل ، وأهدروا دم المقتول ، وأرشوا في ترك القاتل ، وارتكبوا الفجور ، وشربوا الخمور ، وانتشر فسقهم في القبائل ، وأكلوا الربا والرشا وأموال اليتامى ، وهو شر المآكل ، وزهدوا فيما رغبوا فيه ، وطمعوا في الحاصل ، ومن بقي منهم إنما يستدرج في أيام قلائل ، وما جرى على البلاد فعبرة وموعظة للخارج والداخل.
والله يمن على الإسلام ، وأهله بفرج عاجل ، ويوفقهم للقيام بمرضاته من أداء الفرائض والنوافل ، ويكفيهم من عذابه الأليم الهائل ، وينجيهم من عقابه الآجل والعاجل ، فهو مجيب المضطر ، ومعطى السائل وفارج الكرب الفادح والخطب النازل.
وفي مستهل ذي القعدة حوصرت دمشق ، وجاء الأفضل ، والظاهر ، وكان العادل بمصر ، وبشارة ببانياس ، وقد أقطعها العادل مع تبنين وهونين وغيرهما لجهركس ، فلما نزل الأفضل والظاهر على دمشق ، جاء بشارة بجنده لهما ، فقاتلوا دمشق أياما ، وكان بها الملك المعظم عيسى ، وبلغ العادل ، فجاء فنزل نابلس ، وبعث وأصلح الأمراء ، وزحف الأفضل والظاهر فوصلوا إلى باب الفراديس ، وأحرقوا فندق تقي الدين ، وقاتلهم المعظم وحفظ البلد ، وأقاموا شهرين ، وفي شهر ذي القعدة وقعت المصلحة للعادل ، والخلف بين الأخوين فرحلوا سلخ ذي القعدة ، وجاء العادل فدخل دمشق ومضى المعظم وجهركس ، وقراجا فحاصروا بانياس وبها حسام الدين بشارة فقاتلهم فقتل ولده وأخرجوه من البلاد وتسلمها جهركس وسلم قراجا صرخد.
فصل
وحج بالناس طاشتكين ، وكان الخليفة أفرج عنه ، ورد عليه إقطاعه وماله ، وتوفي جدي ، والعماد عقيب هذه الزلازل.
فصل
وفيها توفى عز الدين ابن المقدم ، واسمه إبراهيم بن محمد بن عبد