الملك ، وأبوه محمد المقتول بعرفات ، وكان إبراهيم شجاعا ، عاقلا ، وله قلعة بارين وفامية ، ومنبج ، والراوندان ، وعدة حصون مدعينه إليها الملك الظاهر فأخذها وبقيت له بارين فتوفي ودفن في العقيبة ، وكان له بنات ...
فصل
وفيها توفى العماد الكاتب ، واسمه محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن الّه بتشديد اللام ، وهو اسم فارسي ومعناه بالعربية العقاب ، وكنيته أبو عبد الله بن أبي الفرج الأصبهاني المشد ، ويعرف بابن أخي العزيز ، وقد ذكرنا جملة من أخباره وعباراته وآثاره ، وذكره الحافظ ابن عساكر فقال : ولد بأصفهان في سنة تسع عشرة وخمسمائة ، وبها نشأ وتفقه على مذهب الشافعي على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز ، مدرس النظامية ، وسمع عليه الحديث ، واستقل بعلم الأدب والكتابة والإنشاء ، وبرع فيها ، وخدم الوزير يحيى بن هبيرة ، وكان أحد كتابه وشعرائه ، ثم سافر إلى الشام ، وقدم دمشق في أيام نور الدين محمود بن زنكي ، وأنزله القاضي ابن الشهرزوري كمال الدين في المدرسة التي في نواحي باب الفرج عند باب القصر ، وكان نجم الدين أيوب بدمشق فقصد زيارته ليرفع من قدره ومدحه العماد.
وقد ذكرناه في سنة اثنتين وستين وخمسمائة ، ثم مدح نور الدين ، وأسد الدين ، وصلاح الدين وكان فاضلا عارفا بالأدب ، أخذه عن ابن الخشاب ، وكان القاضي الفاضل يقول : العماد كالزناد الوقاد ، يعني أن النار في باطنه ، وظاهره فيه قترة ، وله الترسل والنظم والنثر ، وكان حافظا لدواوين العرب ، وصنف المصنفات الحسان ، وكان القاضي الفاضل يحبه ويثني عليه ، ويمازحه ، وهو الذي استخدمه عند صلاح الدين ، وقد ذكر العماد نفسه في الخريدة ، ومبدأ حاله ، وأن عمه العزيز لما توفي كان طفلا ، وقد ذكرنا أن عمه العزيز قتل بتكريت ، وأن أبا العماد صودر بأصبهان ، وخرجوا منها وقدموا بغداد في سنة أربع وثلاثين