دعتك مصر إلى سلطانها فأجب |
|
دعاءها فهو حق غير مكذوب |
قد كاد يهيضني دهري فأدركني |
|
محمد بن أبي بكر بن أيوب |
ورحل الكامل إلى مصر في عاشر رمضان ، والتقاه العادل من العباسة وأنزله دار الوزارة ، وكان قد زوجه العادل ببنت أخيه صلاح الدين فدخل بها ، ولم يقطع العادل الخطبة لولد العزيز ، ثم إنه جمع الفقهاء وقال : هل يجوز ولاية الصغير على الكبير؟ فقالوا : الصغير مولى عليه ، قال : فهل يجوز لكبير أن يولى عليه وينوب عنه؟ قالوا : لا ، لأن الولاية من الأصل إذا كانت غير صحيحة ، فكيف تصح النيابة؟ فقطع خطبة ابن العزيز ، وخطب لنفسه ، ولولده الكامل محمد بن بعده.
ونقص النيل في هذه السنة فلم يبلغ ثلاث عشرة ذراعا ، ووقع الغلاء والوباء ، وحج من العراق آقسنقر ـ المسمى ـ وجه السبع ، ومن الشام سامة الجبلي.
فصل
وفيها توفي خوارزم شاه ، واسمه تكش بن أرسلان شاه بن أتسز ، من ولد طاهر بن الحسين ، ويلقب علاء الدين ، وكان شجاعا ملك الدنيا من الصين ، والهند ، وماوراء النهر إلى خراسان ، إلى باب بغداد ، كان نوابه في حلوان وكان ديوانه مائة ألف مقاتل ، وهو الذي كسر مملوكه ميانجق عسكر الخليفة وأزال دولة بني سلجوق ، وكان حاذقا بعلم الموسيقا ، لم يكن في زمانه ألعب منه بالعود ، وحكى أن الباطنية جهزوا إليه رجلا ليقتله ، وكان يحترز كثيرا فجلس ليلة يلعب بالعود ، وشرع الخيمة فاتفق أنه غنى بيتا بالعجمية وفيه «بينم» ومعناه : قد أبصرتك فخاف الباطني منه وارتعد وهرب ، فأخذ وحمل إليه فقرره ، فأقر فقتله ، وكان يباشر الحروب بنفسه حتى ذهبت احدى عينيه في الحرب ، وكان يقول : الملك إذا لم يباشر الحرب بنفسه لا يصلح للملك ، لأنه يكون مثل المرأة ، وكان قد عزم على