منقذ يستنجد به في سنة سبع وثمانين وخمسمائة ومدحه ابن منقذ بأبيات من الشعر فأعطاه لكل بيت ألف دينار.
ذكر وفاته
قال علماء الأندلس : مرض يعقوب مرضا أشفى منه على الموت ، فأوصى إلى ولده أبي عبد الله محمد ، وأن لا يخفوا موته وأن يصلي عليه المسلمون ، ويدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه من يمر به ، وتوفي في ربيع الأول ، فكانت مدة أيامه خمس عشرة سنة ، وبايع الناس ولده محمدا واستمر على سيرة أبيه ، ثم اختلفت الأهواء ، ودخل النقص على البيت بموت يوسف ، قلت : وعهدي بالشيخ أبي العباس باقيا في سنة أربعين وستمائة ، وبلغني أنه توفي في سنة ثلاث وخمسين وستمائة بالقرافة بمصر ، وقد جاوز المائة سنة ، وجرى بينى وبينه مذاكرة في القرافة في سنة ثلاث وخمسين وستمائة ، في ترك الصلاة وما حكمه ، فقال : انشدني ابن الرمامة واسمه محمد بن جعفر المرسي الحافظ قال :
أنشدني أبو الفضل طاهر النحوي لنفسه يقول هذه الأبيات :
في حكم من ترك الصلاة وحكمه |
|
إن لم يقربها كحكم الكافر |
وإذا أقربها وجانب فعلها |
|
فالحكم فيه للحسام الباتر |
وبه يقول الشافعي ومالك |
|
والحنبلي تمسكا بالظاهر |
وأبو حنيفة لا يقول بقتله |
|
ويقول بالضرب الشديد الزاجر |
هذي أقاويل الأئمة كلهم |
|
وأجلها ما قلته في الآخر |
المسلمون دماؤهم معصومة |
|
حتى تراق بمستنير باهر |
مثل الزنا والقتل في شرطيهما |
|
وانظر إلى ذاك الحديث السائر |
ومعنى قوله في أول الأبيات : تمسكا بالظاهر ، يعني قوله عليهالسلام «بين العبد والكفر ترك الصلاة» ومعنى قوله : «لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث» الحديث.