وحج بالناس من
بغداد سنجر الناصري ، ومن الشام قراسنقر وأيبك فطيس الصلاحيان ، ومن مصر الشريف
إسماعيل بن ثعلب الجعفري ، من ولد جعفر بن أبي طالب ....
السنة الثانية والتسعون وخمسمائة
....... وفيها
كانت وقعة يعقوب بن يوسف أيضا مع ألفنش ، قد ذكرنا أنه حشد وجمع جمعا أكثر من
الأول ، والتقوا فهزمه يعقوب وساق خلفه إلى طليطلة ، وضربها بالمناجيق ، وضيق
عليها ولم يبق إلا فتحها فخرجت إليه والدة ألفنش وبناته ونساؤه وأهله ، وبكين بين
يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن ، فرق لهن ومن عليهن بها ، ووهب لهن المال والجواهر
، وردهن مكرمات بعد القدرة ، ولو فتح طليطلة فتح إلى مدينة النحاس ، وعاد إلى قرطبة
، فأقام شهرا يقسم الغنائم ، وجاءته رسل ألفنش يسأله الصلح ، فصالحه مدة ، وأمن
أهل الأندلس ، وقيل إن هذه الوقعة كانت في سنة احدى وتسعين وخمسمائة.
وفيها ظهر ببوصير
قرية بصعيد مصر وهي التي قتل فيها مروان الجعدي بيت هرمس الحكيم وفيه أمثلة كباش
وضفادع وقوارير كلها نحاس ، وفيه أموات لم تبل ثيابهم.
وحج بالناس من
بغداد ألب قرا ، مملوك طاشتكين ، وكان الخليفة قد أفرج عن طاشتكين من الحبس في هذه
السنة ، وحج من مصر الشريف إسماعيل بن ثعلب الجعفري ....
السنة الثالثة والتسعون وخمسمائة
وفيها قدم حسام
الدين أبو الهيجاء السمين بغداد ، وخرج الموكب للقائه في زي عظيم ، ورتب الأطلاب
على ترتيب الشام ، وكان في خدمته عدة من الأمراء ، وكان معه ولدا أخيه عز الدين
كرد ، والغرز ، وأول ما تقدم طلب كرد ، ثم الغرز ، ثم أمير أمير ، وجاء هو بعد
الكل في