العدد الكامل ، والسلاح التام ، وخرج جميع من ببغداد للقائه وكان رأسه صغير وبطنه كبير جدا ، بحيث كان على ركبة البغلة ، وكان قد رآه عند الحربية رجل كواز ، فعمل في ساعته كوزا من طين ، وسبق بغلته في السوق ، فلما اجتاز به ضحك وعمل أهل بغداد بعده كيزانا ، وسموها أبا الهيجاء السمين على صورته ، وأنزله الخليفة بدار العميد غربي بغداد بعد أن عبر إلى الجانب الشرقي ، وقبل عتبة باب النوبي ، وقام له الخليفة وأكرمه بالضيافات ، ثم أمره أن يجرد جماعة من أصحابه مع عسكر الخليفة إلى همذان ، فجرد جماعة ، فلما بعدوا من بغداد نهبوا خزانة الخليفة ، وقتلوا جماعة من العسكر ، ومضوا إلى الموصل والجزيرة ، وعاد عسكر الخليفة إلى بغداد ، وقد حرجوا فنقله الخليفة إلى الجانب الشرقي إلى دار عند النظامية كانت لسلطان دمشق مجير الدين أبق ، ووكل به ، ثم خلع عليه بعد ذلك : الجبة ، والفرجية ، والعمامة السوداء ، والقباء الأسود ، وبين يديه الخيل بمراكب الذهب ، وقد شاهدته وأنا صغير في هذه السنة ، وأعطاه الأموال والرجال ، وسار إلى همذان.
وفيها انقضت الهدنة التي كانت بين صلاح الدين والفرنج ، فقصدوا بيروت وبها سامة الجبلي ، فهرب ، واستولى الفرنج عليها فقال بعض الدمشقيين هذه الأبيات :
سلم الحصن ما عليك ملامه |
|
ما يلام الذي يروم السلامه |
إن أخذ الحصون لا من قتال |
|
سنة سنها ببيروت سامه |
أبعد الله تاجرا سن ذا |
|
وأخزى بخزيه من سامه |
فصل
وحج بالناس من بغداد شمس الدين اصبه ومن الشام سيف الدين محمد بن تميرك.
وفيها توفي سيف الاسلام طغتكين بن أيوب أخو السلطان صلاح