استغاث إليه أحد إلا وأجابه وكشف ظلامته ، واستغاث إليه زهير الدمشقي على تقي الدين عمر وقال : ما يحضر معي مجلس الشرع ، فأمر تقي الدين بالحضور معه ، وكان أعز الناس عليه تقي الدين.
قال : ولقد ادعى رجل على السلطان أن سنقر الخلاطي مملوكه مات على ملكه ، قال : فأخبرته فأحضر الرجل ، وتزحزح عن طراحته وساواه في الجلوس ، فادعى الرجل ، فرفع السلطان رأسه إلى جماعة الشيوخ من الأمراء الخيار ، وهم وقوف على رأسه ، فقال : لمن تعرفون سنقر الخلاطي؟ قالوا : نشهد أنه مملوكك ، وأنه مات على ملكك ، ولم يكن للرجل بينة فأسقط في يد الرجل ، قال : قلت يا مولانا رجل غريب ، وقد جاء من خلاط في طمع ونفدت نفقته ، وما يحسن أن يرجع من المولى خائبا ، فقال : يا قاضي هذا إنما يكون على غير الوجه ، ووهب له خلعة ونفقة وبغلة وأحسن إليه.
قال : وفتح آمد ووهبها لابن قرا أرسلان ، واجتمع عنده وفود بالقدس ولم يكن عنده مال فباع ضيعة من بيت المال ، وفرق ثمنها فيهم ، قال : وسألت ابن بير زان يوم انعقاد الصلح عن عدة الفرنج الذين كانوا على عكا وهو جالس ، فقال للترجمان : قل له كانوا خمسمائة ألف إلى ستمائة ألف ، قتل منهم أكثر من مائة ألف ، وغرق معظمهم ، وكان يوم المصاف يدور على الأطلاب ويقول : هل أنا إلا واحد منكم ، وكان في الشتاء يعطي العساكر دستورا وهو نازل على برج عكا ، ويقيم طول الشتاء في حلقته في نفر يسير ، قال : وكنا على الرملة فجاءه كتاب بوفاة تقي الدين ، فقال : وقد خنقته العبرة : مات تقي الدين ، ولم يعلم بذلك أحد حتى عاد العدو ، ولقد واجهه الجناح على يافا بذلك الكلام القبيح فما قال له كلمة وقد استدعاه فأيقن بالهلاك ، وارتقب الناس أن يضرب رقبته فأطعمه فاكهة جاءته من دمشق وسقاه ماء وثلجا ، قال : وكان للمسلمين لصوص يدخلون خيام الفرنج في الليل ويسرقونهم ، فسرقوا ليلة صبيا فباتت أمه