فصل
وفيها توفي عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل ، كان خفيف العارضين أسمر مليح اللون ، عادلا منصفا محسنا عاقلا جوادا ، صبر على حصار صلاح الدين للموصل ثلاث مرات حفظا على البلاد ، وفرق الأموال ودارى حتى سلم له الملك ، وكان قد بنى في داره مسجدا يخرج إليه في الليل ، ويصلى فيه أورادا كانت له ، ويلبس فرجية أهداها له الشيخ عمر المسنائي الصوفي فيصلي فيها ، وكان قد خرج من الموصل في جهاد ، لقتال الملك العادل سيف الدين بن أيوب ، وكان على حران بعد موت صلاح الدين ، ثم عاد في سابع عشرين شعبان مريضا فاحتضر فجعل يتشهد ويذكر الله تعالى ويقر بالشهادتين ، وعذاب القبر ، ومنكر ونكير والصراط والحساب والميزان ، وتوفي ودفن بمدرسته التي أنشأها بالموصل بمقابر دار السلطنة ، وكانت أيامه ثلاث عشرة سنة وستة أشهر ، وأوصى بالملك إلى ولده الأكبر نور الدين أرسلان شاه ، وكان أخوه شرف الدين مودود يروم السلطنة ، فصرفها عنه أخوه عز الدين إلى ولده نور الدين أرسلان شاه ، وقام بالأمور مجاهد الدين قيماز أحسن قيام ....
فصل
وفيها توفي الملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان ، من أولاد خلفاء بني أمية ، وذكر ابن القادسي ، أن شاذي مملوك بهروز ، وهذه من هنات ابن القادسي ، وما كان شاذي مملوكا قط ولا جرى على أحد من بني أيوب رق ، وإنما شاذي خدم بهروز الخادم في قلعة تكريت ، استنابه فيها وقد ذكرناه.
ذكر طرف من أخباره
ولد صلاح الدين بتكريت في سنة اثنتان وثلاثين وخمسمائة ، ونشأ في