آخر شوال ، وقال القاضي ابن شداد : مات في القدس ، وصلي عليه في المسجد الأقصى ، ودفن بداره.
وفيها توفي قليج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق ، صاحب بلاد الروم ولقبه عز الدين.
وفيها توفي المركيس صاحب صور ، قدم عليه راهبان فلزما الكنيسة وتعبدا عبادة زائدة ، وبلغه خبرهما فقربهما ، ولم يكن يصبر عنهما ، فأغفلوه ليلة وذبحاه فأخذا وقررا فقالا : نحن من الاسماعيلية ، فقتلا وسر الانكلتار بقتله ، لأنه كان يضاهيه ويضاده ، ويراسل السلطان في الاعانة عليه ، فلما قتل استقل الانكلتار بالأمر ، وزوج الانكلتار زوجة المركيس بكندهري ابن أخت ملك الانكلتار من أبيه ، وابن أخت ملك الافرنسيس من أبيه ، وأقام الانكلتار كندهري وهي حامل ، وما ذاك عيب عندهم في دين النصرانية ، ويكون الولد منسوبا لأمه ، وكان الملك في المملكة فأقام كندهري ملك الافرنج سبع سنين .....
السنة التاسعة والثمانون وخمسمائة
ويقال لها سنة الملوك مات صلاح الدين ، وبكتمر شاه أرمن وعز الدين صاحب الموصل .....
وفيها توفي بكتمر بن عبد الله مملوك شاه أرمن بن سكمان صاحب خلاط ، مات شاه أرمن ولم يخلف ولدا ، فاتفق خواصه على بكتمر ، فضبط الأمور وأحسن إلى الرعية ، وعدل فيهم ، وصاحب العلماء والصوفية ، وكان حسن السيرة متصدقا صالحا دينا جاءه أربعة من الصوفية ، وكان لا يمنع صوفي ، فتقدم إليه واحدا فمنعه الخازندارية ، فقال دعوه فتقدم وبيده قصة فأخذها منه فضربه بسكين فشق جوفه ، فمات من ساعته ، فأخذوهما وقرروهما فقالا : نحن من الاسماعيلية ، وكانوا قد شفعوا إليه في أمر لا يليق ، فلم يقبل شفاعتهم فعملوا هذا ، فأحرقوا ، وذلك في جمادى الأولى وخلف بكتمر ولدا صغيرا ...