مسعود بن معين الدين أنر في هذه السنة ، وكان من أكابر الأمراء ، زوجه السلطان أخته ربيعة خاتون لما تزوج أخته الخاتون ، فلما توفي مسعود بن أنر تزوج ربيعة الخاتون مظفر الدين بن زين الدين.
وفيها توفي محمد بن أسد الدين شيركوه ، ولقبه ناصر الدين ابن عم صلاح الدين ، كان السلطان يخافه لأنه يدعي أنه أحق بالملك منه ، وكان يبلغ السلطان عنه هذا ، وكان قد فارق السلطان من حران وجاء إلى حمص ، وكان زوج أخت السلطان ست الشام ، وكانت وفاته بحمص يوم عرفة بقي يتناثر لحمه ، وقيل إنه سم ، وقيل مات فجأة فنقلته زوجته ست الشام إلى تربتها بالعوينة شمالي دمشق ، فدفنته بها عند أخيها شمس الدولة ، ولما بلغ السلطان وفاته أبقى على ولده أسد الدين شيركوه حمص وتدمر والرحبة وسلمية ، اقطاع أبيه ، وخلع عليه وكتب له منشورا بها ، والحمد لله وحده وصلى على أشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
السنة الثانية والثمانون وخمسمائة
فصل
قطع السلطان الفرات ، ووصل إلى حلب ، وخرج منها يريد الشام فتلقاه أسد الدين صاحب حمص وأخته سفري خاتون بتل السلطان ، ومعها الهدايا العظيمة ، وسار إلى حمص فأطلق المكوس وأزال الضمانات ، وقال لأخيه العادل أبي بكر : اقسم التركة بينهم على فرائض الله تعالى ، وكان قد خلف شيركوه وسفري وزوجته ست الشام ، فصعد العادل إلى قلعة حمص وأقام أياما فقسم التركة ، وكان قد خلف أموالا عظيمة وجواهر ومناطق الذهب والفضة ، فكان مبلغ التركة ألف ألف دينار ، وكان القاضي نجم الدين بن أبي عصرون حاضر القسمة ، فقام يوما فوقعت من تحت ذيله منطقة مجوهرة ، فنسبه العادل إلى ما لا يليق ، وكان