نجم الدين منزها عن ذلك ، لأنه كان عفيفا جوادا شريف النفس فحلف للعادل أنني ما علمت بها ، وصدق ، وإنما الحساد وجدوا طريقا للقول.
وفيها دخل سيف الاسلام إلى مكة ، ومنع من الأذان بحي على خير العمل ، وقتل جماعة من العبيد كانوا يؤذون الناس ، وأغلق أمير مكة باب البيت وصعد إلى أبي قبيس ، فأرسل إليه وطلب المفتاح فامتنع من إنفاذه ، فقال سيف الاسلام : قل لصاحبك إن الله نهانا عن أشياء فارتكبناها ، وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : لا تأخذوا المفتاح من بني شيبة ، فنأخذه ونستغفر الله تعالى ، فبعث إليه بالمفتاح.
وفيها قسم السلطان البلاد بين أولاده وأهله برأي القاضي الفاضل ، فإنه لما مرض أشار عليه بذلك.
وفيها ظهر الخلاف بين الفرنج ، وتفرقت كلمتهم ، وكان ذلك سببا لسعادة الاسلام.
وفيها غدر البرنس صاحب الكرك ، واسمه أرناط ، وكان أخبث الفرنج وأشرهم ، فقطع الطريق على قافلة جاءت من مصر إلى الشام ، وفيها خلق عظيم ومال كثير ، فاستولى على الجميع قتلا وأسرا ونهبا ، فأرسل إليه السلطان يوبخه على ما فعل ، ويقول أين العهود والمواثيق ، رد ما أخذت ، فلم يلتفت وشن الغارات على المسلمين وفتك فيهم ، فنذر السلطان دمه وأقام السلطان بدمشق بتجهز للقاء العدو ، واستدعى العساكر من الشرق والغرب ......
السنة الثالثة والثمانون وخمسمائة
وفيها فتح البيت المقدس ، وعكا وحصون الساحل وسببه وقعة حطين ، خرج السلطان من دمشق غرة المحرم بعساكر الشام فنزل بصرى يرتقب وصول أخته ست الشام وابنها ابن لاجين ، وكان قد بلغه ان البرنس يرتقب وصولهم فخاف من غدره ووصل الحاج في أواخر المحرم ،