المواصلة للحصار ، فأشار أمراء عز الدين عليه أن يخرج إليه النساء بكتاب يتشفعن إليه ، فخرجوا معهن والدة عز الدين مسعود فأكرمهن ووعدهن الاحسان ، وقرر عماد الدين الصلح وخطب للسلطان بالموصل ، وأعطى شهرزور والبوازيج ، ووقف عليها قرية تعرف بباقيلا على ورثة شيخ الشيوخ ببغداد ، ورحل عن الموصل يريد الجزيرة.
قال العماد : وكان السلطان قد لازم قراءة القرآن في شهر رمضان ، واشتد الحر ، وقيل إنه قد رد النساء اللائي خرجن يشفعن ، فندم على ردهن فمرض مرضا شديدا فتناثر شعر رأسه ولحيته ، وقيل إنه سقي وضعف ضعفا خيف عليه منه وأرجف بموته ، وأقام على نصيبين وقد ايسنا منه ، ثم تماثل فحمل في محفة إلى حران ، ونزل بظاهرها وبنى بها دارا سماها دار العافية.
فصل
وكانت المنجمون قد حكموا بأن يهب رمل هواء مزعج يهلك الناس ، فحفروا سراديبا واختفوا ، وظهر كذب المنجمين.
فصل
وفيها توفيت عصمة خاتون بنت معين الدين زوجة السلطان صلاح الدين ، وكانت قبله زوجة السلطان نور الدين محمود ، وكانت من أعف النساء وأكرمهن وأحزمهن ، ولها صدقات وبر عظيم ، بنت بدمشق مدرسة لأصحاب أبي حنيفة في حجر الذهب قريبة من حمام أركش وتعرف بمدرسة خاتون ، وبنت للصوفية رباطا على الشرف القبلي خارج باب النصر على بانياس ، وبنت تربة بقاسيون على نهر يزيد ودفنت بها ، ووقفت على هذه الأماكن أوقافا كثيرة ، وكانت وفاتها في رجب ، وبلغ السلطان وفاتها وهو مريض بحران ، فتزايد مرضه ، وحزن عليها وتأسف وكان يصدر عن رأيها ، ومات بعدها أخوها سعد الدين