السنة الحادية والثمانون وخمسمائة
وفيها قطع السلطان الفرات ، ونزل على حران سادس عشرين صفر ، وسار السلطان ونزل على الموصل ، وضايقها وخرج إليه أهلها العوام والخواص فقاتلوه وظهروا عليه ، وجاءه الملوك زين الدين صاحب إربل ، وسنجر شاه صاحب الجزيرة ، وعسكر ديار بكر ، وكان القتال يعمل كل يوم وتخرج المواصلة إليه عراة يقاتلون ، فبينما هو على ذلك جاءه الخبر بوفاة شاه أرمن صاحب أخلاط ، وجاءت كتب مقدميها يطلبونه ، فشاور الأمراء فأشاروا إليه بقصد أخلاط ، لما رأوا أنهم لا طمع لهم في الموصل ، وقالوا : ما تفوت الموصل فسار إلى أخلاط وفي مقدمته ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه ، وتقي الدين عمر فوصلوا ميافارقين ، وبها الأسد يرنقش ، مملوك صاحب آمد فامتنع عليهم وقال : أنا وصي يتامى أستاذي قطب الدين وبعد هذا فالأمر للخاتون والدتهم ، فأرسل إليها صلاح الدين خادما ووعدها أن يتزوجها ، ويزوج ابنه احدى بناتها ، فأجابت وسلمت إليه ميافارقين وأعطاها الهتاخ ، وأعطى يرنقش جبل جور ، وكان الحاكم على أخلاط الوزير مجد الدين بن الموفق ، وهو الذي كاتب السلطان فبعث إليه الفقيه عيسى ليكشف الحال ، فغالطه وقال : في القلعة سيف الدين بكتمر ، وبها ابنة البهلوان زوجة شاه أرمن ، وربما جاء البهلوان بعساكر أذربيجان وهمذان والشرق ، فنزل قريبا من أخلاط ، وأرسل إلى السلطان يقول : هذه البلاد لا بنتي ، وهي في القلعة ، والمصلحة تبقى المودة بيننا ودوام الصداقة ، فرجع السلطان إلى الجزيرة ، ورجع البهلوان إلى بلاده بعد أن حمل إليه سيف الدين بكتمر أموالا وهدايا ، وولى السلطان على ميافارقين وديار بكر مملوكه سنقر الخلاطي.
وعاد إلى الموصل ، وهذه المرة الثالثة ، وهي الأخيرة فنزل الاسماعيليات ، وقيل نزل على كفر رمان بدجلة ، وعزم أن يشتي بذلك المكان ، واستعد