الإيمان ، ونحن لاننكر أن اقليم مصر إقليم عظيم الشأن ، ولن نقول كما قال المجلس الفاصلي : ان دمشق تصلح أن تكون بستانا ، ولا نشك أن أحسن ما في البلاد البستان ، ولعل زين الدين يرجع إلى الحق ويوافق على ما هو الأحق.
قلت : عاب السلطان على ابن نجية كون أصله ومنشأه بدمشق ، وفضل عليها مصر ، وليس من طارفه ولا تلاده ، وكان أولى أن يتشوق إلى السلطان من غير وصف لما فيه مضاهاة لوطنه وبلاده.
فصل
وفيها هجم السلطان نابلس كانت عساكر الشرق وصلت إليه لنجدته فيها : نور الدين ابن قرا أرسلان صاحب الحصن وآمد وديار بكر ، ومظفر الدين بن زين الدين ، والعادل من حلب ، وتقي الدين عمر ، فخرج من دمشق ونزل الكرك ونصب عليها المناجيق ، وكان أعظم مهماته فتحه ، لكونه على طريق مصر ، وبلغ الفرنج فجمعوا الفارس والراجل وقصدوه ، ونزلوا الواله قريبا من الكرك ، فاغتنم السلطان خلو الساحل منهم ، وسار على البلقاء ونزل الغور وهجم نابلس فقتل وسبى ونزل على سبسطيه وبها الرهبان والأقساء وعندهم الودائع فطلبوا منه الأمان ، وأن يطلقوا ما عندهم من الأسارى ، فأمنهم ، ثم سلك الغور وطلع على عقبة فيق ، وعاد إلى دمشق ، وكان عنده رسل الحلبية شيخ الشيوخ ، وشيخ الشيوخ بالرحبة ، وحج بالناس من العراق طاشتكين.
فصل
وفيها توفي ايلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن ايلغازي بن أرتق ، ولقبه قطب الدين صاحب ماردين وكانت وفاته في جمادى الآخرة ، وخلف ولدين صغيرين ، وكان جوادا شجاعا عادلا منصفا عاقلا ، والحمد لله وحده وصلى على أشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.