زكي الدين محمد بن علي القرشي ، قاضي القضاة بدمشق أبياتا منها :
وفتحكم حلبا بالسيف في صفر |
|
مبشر بفتوح القدس في رجب |
فعجب الناس من رمية من غير رام ، فكان كما قال ، ولكن بعد أربع سنين ، وهو الذي خطب بالقدس لما فتحه السلطان ، وولى السلطان القضاء بحلب محي الدين بن الزكي والقلعة سيف الدين يازكيج ، والديوان ناصح الدين اسماعيل بن العميد ، وأعطى تل باشر وتل خالد لبدر الدين دلدرم بن بهاء الدين ياروق ، وأعطى قلعة أعزاز لعلم الدين سليمان بن جندر ، ثم رحل عن حلب يوم السبت ثاني عشرين ربيع الآخر ، ودخل دمشق ، وكان دخوله دمشق ثالث جمادى الأولى فأقام بها أياما ثم خرج إلى الفوار ، فأقام بها على رأس الماء.
وفيها بعث الخليفة عسكرا إلى دقوقا فأخذها
وفيها كانت غزاة بيسان ، ورحل السلطان من الفوار في جمادى الآخرة ، فنزل بيسان وقد هرب أهلها فقدم بين يديه جرديك النوري ، وجاولي الأسدي وجماعة من النورية فجاؤوا إلى عين الجالوت والفرنج إلى الفولة ، فصادفوا على عين جالوت طائفة من الفرنج فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا مائة فارس ، ورحل السلطان إلى الفولة يطلب المصاف فتحصن الفرنج في الداخل ، ولم يخرج منهم أحد ، فلما كان في الليل ساروا طالبين عكا ورحل السلطان خلفهم يقاتل الساقة فقتل منهم جماعة فدخلوا عكا وعاد السلطان على صفورية فنهب وأحرق وعاد إلى دمشق.
ثم خرج في رجب إلى الكرك ، وكان أخوه سيف الدين العادل قد كتب إليه يطلب منه أن يعوضه بحلب عوض مصر ، فكتب إليه أن يوافيه على الكرك ، فالتقيا على الكرك ، ونصب السلطان عليها المناجيق ، وحشد الفرنج ونزلوا الوالة ، قريبا من الكرك ، فرأى السلطان أن حصار