الدين حماة لتقي الدين عمر ، وقيل في السنة الآتية ، وكان ناصر الدين نائبا عن تقي الدين ......
السنة الرابعة والسبعون وخمسمائة
فصل
وفيها عصى شمس الدين ابن المقدم ببعلبك وكان صلاح الدين قد أعطاه اياها ، وقدم صلاح الدين دمشق فأرسل إلى ابن المقدم يطلبه ، فاعتذر خوفا من شمس الدولة لأنه طلب منه بعلبك فامتنع ، فخرج صلاح الدين من دمشق ونزل على بعلبك وأقام تسعة أشهر يحاصرها فنفد ما عنده ، فأرسل إلى السلطان يطلب العوض فأعطاه بارين وكفر طاب ، وخرج شمس الدين بن المقدم إليها وسلم صلاح الدين بعلبك إلى أخيه شمس الدولة ، وفيها مات الهنفري ملك الفرنج ، بلغ صلاح الدين أنه يريد أن يغير على دمشق فبعث عز الدين فرخشاه ابن أخيه بعسكر دمشق إلى عين الجر وقال : تقيم هناك إلى مرج عيون ، فإن جاؤوك ، فأرسل كتب الطيور إلي ولا تواقفهم حتى آتيك ، فسار فنزل مرج عيون فلم يشعر إلا بطلائع الهنفري قد خالطوه ، فاضطر إلى القتال فاقتتلوا أشد قتال ، فجرح الهنفري وأثقلته جراحه فأوثقوه وأخذوه ، وانهزموا وغنمهم فرخ شاه ومات هنفري بعد أيام ، وجاء صلاح الدين فنزل قصر يعقوب وبعث السرايا والغارات إلى بلد الفرنج .....
السنة الخامسة والسبعون وخمسمائة
وفيها كان السلطان نازلا على تل القاضي ببانياس ، فأجمع رأيه مع بقية المسلمين على أن يقتحموا على الكفار ديارهم ، ويستوعبوا ما بقي في أيديهم من الغلات في يوم واحد ، ثم رجعوا فرحلوا صوب البقاع ، فنهضوا ليلة الأحد ثاني عشر محرم ، فلما أصبح جاءه الخبر بأن الفرنج