نزول الفرنج على حماة ، فجمع العساكر بمصر ، وسار إلى الشام فقدم دمشق وبها أخوه شمس الدولة مشغول بلذاته ولهوه ، وكان قد بعث إلى الفرنج بمال مصانعة ، فعز على صلاح الدين ولامه وقبح فعله ، وقال أنت مشغول باللعب وتضييع أموال المسلمين ، وكان وصول صلاح الدين إلى دمشق في شوال ، واستناب بمصر أخاه العادل أبا بكر ...
فصل
وفيها توفي كمشتكين الخادم خادم نور الدين محمود وكان من أكابر خدمه ، ولاه قلعة الموصل نيابة عنه ، فلما مات نور الدين هرب إلى حلب ، وخدم شمس الدين ابن الداية ، ثم جاء إلى دمشق وأخذ الملك الصالح ، وجاء به إلى حلب وقد ذكرناه وأقطعه الملك الصالح حارم وأقام بها ، وعصى عليه ، فلما حصره الفرنج صالحه وقد ذكرناه.
واختلف في قتله على قولين : أحدهما أن كمشتكين حسد أبا صالح ابن العجمي وزير الملك الصالح ، فوضع عليه الاسماعيلية فقتلوه ، واستقل كمشتكين بالأمر فقيل للملك الصالح ما قتل وزيرك إلا الخادم ليستبد بالأمر ، فحبسه وطالبه بتسليم قلعة حارم ، فكتب إلى نوابه أن يسلموها قال العماد الكاتب : فلما طال أمره قصر عمره.
والثاني أنهم لما امتنعوا من تسليم قلعة حارم خرج إليها الملك الصالح من حلب ومعه الخادم فقال : مرهم بتسليمها فلم يقبلوا ، فعلقه منكوسا ودخن تحت أنفه ، فمات ، وعاد الملك الصالح إلى حارم فأخذها وسلمها بعد ذلك إلى مملوك أبيه جرديك ...
فصل
وفيها توفي شهاب الدين محمود خال صلاح الدين ، كانت له حماة فنزلت عليه الفرنج وهو مريض فتوفي ، وأعطاها صلاح الدين لناصر الدين منكورس بن خمارتيكن صاحب صهيون ، وقيل إنما أعطى صلاح