قد خرجوا فالتقاهم ، وأنزل الله نصره على المسلمين ، فأسر فرسانهم وشجعانهم ، وانهزمت رجالتهم في أول اللقاء.
فأسر مقدم الداوية والاسبتار ، وصاحب طبرية وابن بيزران صاحب الرملة ، وابن القومصية ، وقسطلان يافا ، وصاحب جينين ، وصاحب جبيل ، وكانت وقعة عظيمة ، فخلص بعضهم ومات بعضهم في الأسر ، وخلص الفقيه عيسى ، وكان قد أخذ من الرملة وقد ذكرناه ، وحسب من القطيعة بستين ألف دينار ، وقيل إن وقعة مرج عيون كانت في المحرم ، وهذه وقعة مخاضة بيت الأحزان.
وفيها سار السلطان في ربيع الأول إلى حصن يعقوب ويسمى قصر يعقوب وبيت الأحزان عند المخاضة ، فنصب عليه المناجيق ، وخلع على النقابين ، وباشر القتال بنفسه فعلقوا النقوب ، وأحرقوا الأخشاب فسقطت الأبراج ، فصاحوا الأمان ، وعاجلهم المسلمون ففتحوه عنوة ، وكان عرض سوره عشرة أذرع وطوله أربعون ذراعا فقتل المسلمون منهم ألفا وخمسمائة ، وخلصوا من أسارى المسلمين مائة أسير ، وكان بيت الأحزان الذين يزعمون أن يعقوب كان ينفرد فيه ويبكي على يوسف كنيسة ، فجعله السلطان مسجدا وذكر الشعراء هذا الحصن فقال أحمد بن نقاذة الدمشقي ويلقب بالنشو :
فقال :
هلاك الفرنج أتى عاجلا |
|
وقد آن تكسير صلبانها |
ولو لم يكن قددنا حتفها |
|
لما عمرت بيت أحزانها |
وكتب الفاضل إلى بغداد كتاب كسر الفرنج ، فأمر الخليفة بضرب البوقات والدبادب على أبواب الأمراء ما عدا طبول الخليفة ، ولم يشهد تقي الدين هذه الغزاة ، وسببه ان قليج أرسلان نزل على حصن رعبان في عشرين ألفا وادعى أنه له ، فسار تقي الدين إليه في