فصل
وفيها قدم شمس الدولة أخو صلاح الدين من اليمن إلى دمشق في سلخ ذي الحجة ، وفيها فوض سيف الدين غازي أمر الموصل إلى مجاهد الدين قيماز الخادم ، وكان قبل ذلك نائب سيف الدين.
السنة الثانية والسبعون وخمسمائة
..... وفيها تزوج صلاح الدين بالخاتون عصمة الدين ، بنت الأمير معين الدين أنر زوجة نور الدين محمود ، وكانت بقلعة دمشق ، زوجها منه شرف الدين بن أبي عصرون.
وفيها كانت نوبة الكنز مقدم السودان بالصعيد ، جمع كل أسود بالصعيد ، وسار إلى القاهرة في مائة ألف ليعيد الدولة المصرية ، فخرج إليه الملك العادل سيف الدين ، وأبو الهيجاء الهكاري ، وعز الدين موسك ، وقتل الكنز بمن معه ، ويقال انهم قتلوا منهم ثمانين ألفا ، وعادوا إلى القاهرة فقال العماد الكاتب : قتل الكنز وما انتطح فيها عنزان.
وفيها سار صلاح الدين إلى مصر واستناب أخاه شمس الدولة على الشام ، وجاءت الفرنج إلى داريا فأحرقوها ، ونهبوا وعادوا.
وفيها أمر صلاح الدين قراقوش بعمارة سور على القاهرة ومصر وضيع فيه أموالا كثيرة ، ولم ينتفع به أحد.
وفيها أبطل صلاح الدين الخفارة التي كانت تؤخذ من الحاج بجدة مما يحمل في البحر ، وعوض صاحب مكة في كل سنة ثمانية آلاف اردب قمح تحمل إليه في البحر ، ويحمل مثلها فتفرق في أهل المارستان في القصر ، ووقف عليهما الأوقاف وعلى أهل الحرمين ....