سيف الدين ، وكان عز الدين قد أبلى في ذلك اليوم بلاء حسنا ، ثم سار صلاح الدين فنزل على منبج وبها قطب الدين ينال بن حسان فقاتله ، واتفق وقوع ثلمة في السور وطلب الأمان على نفسه فأمنه ، فخرج سليبا ، وأخرج صلاح الدين من الحصن ثلاثمائة ألف دينار وعرض عليه المقام عنده فامتنع وكان بينه وبين صلاح الدين شنآن قديم ، فأنف أن يكون تبعا له ، فسار إلى الموصل فأقطعه سيف الدين الرقة ، وسار السلطان لفتح حصن بزاعة ، ونازل أعزاز فأقام عليه ثمانية وعشرين يوما ، وفتحه في ذي الحجة.
فصل
وفيها وثبت الاسماعيلية على صلاح الدين وهو على أعزاز ، جاءه ثلاثة في زي الأجناد ، فضربه واحد بسكين في رأسه وكان في عمته زرد مدفون فلم يجرحه وخدشه السكين في خده وقتل داود بن مسكلان وقتل الثلاثة ، فرحل صلاح الدين فنزل على حلب ، فبعث الملك الصالح اخته الخاتون بنت نور الدين إلى صلاح الدين في الليل ، فدخلت عليه فقام قائما وقبل الأرض وبكى على نور الدين ، فسألت أن يرد عليهم أعزاز فقال : سمعا وطاعة وأعطاها إليها ، وقدم إليها من الجواهر والتحف والمال شيئا كثيرا ، واتفق مع الملك الصالح أن له حماة وما فتحه إلى مصر ، وأن يطلق الصالح أولاد الداية.
وسار إلى بلاد الاسماعيلية فنصب المناجيق على مصيات ، ونهب العساكر بلادهم ، وقتلوا وسبوا وكان مقدم الاسماعيلية سنان بن محمد ، وأرسل إلى شهاب الدين محمود صاحب حماة خال صلاح الدين يقول له : نحن جيرانك وقد فعل ابن اختك ما فعل ، والمصلحة رحيله عنا ، فاشفع إليه ، فما أمكنه مخالفتهم ، فأخبر صلاح الدين وقال أخاف على نفسي فرحل إلى دمشق.