الجزيرة ، فأعادها سيف الدين وأقام مناديا ينادي في الأسواق وبيده باطية خمر وقدح وهو يشرب ، فكثر الترحم على نور الدين ، وأراد سيف الدين العبور إلى الشام والاستيلاء على حلب فقال له الأمراء : ارجع إلى بلدك فقد ملكت الجزيرة ولم يملكها أبوك ، وصلاح الدين بين يديك ، فكتب إلى أمراء نور الدين يلومهم حيث ملكوا سيف الدين الجزيرة ، ويقول : سوف أصل إلى خدمة ابن مولاي وأجازي انعام والده علي ، وما عاملني به ، وكان شمس الدين بن الداية في قلعة حلب حاكما عليها هو وأخواه مجد الدين أبو بكر وسابق الدين عثمان ، وكانوا أعز الناس على نور الدين ، وكان نجم الدين أبو بكر رضيع نور الدين ، وكانت شيزر لشمس الدين علي بن الداية ، وقلعة تل باشر لأخيه سابق الدين عثمان وحارم لبدر الدين أحمد أخيهما ، وكان نور الدين قد اسكنهم معه بقلعة حلب ولا يصدر إلا عن رأيهم ، فلما مات نور الدين لم يشكوا أنهم أحق بتربية ولده من غيرهم ، وكان أوجههم شمس الدين ، وكان بالقلعة معه شاذبخت الخادم ، فلما وصل سيف الدين إلى الفرات أرسل شمس الدين إلى دمشق فطلب الملك الصالح ليدفع به سيف الدين ، فقالوا : ان سيرتموه إليه استولى على تربيته ، فاعتذروا إليه ، وأقام الملك الصالح بدمشق تمام هذه السنة.
انتهت ترجمة نور الدين رحمة الله عليه وصلى على أشرف خلقه محمد وآله.
السنة السبعون وخمسمائة
فصل
ملك صلاح الدين .....
لما انقضت نوبة الاسطول فسار إليها بعساكره ، وكان ابن المقدم قد كاتبه والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري ، وابن الجاولي والأعيان ،