قال القاضي ابن شداد : كان شديد الركض بالخيل يلعب بالأكرة ، ومن يراه يلعب بها يقول : ما يموت إلا من وقوعه عن الفرس ، وركب يوما من داره ، وخرج من باب النصر يريد الميدان ، فشب به فرسه ، فوقع على رأسه فحمل إلى داره ، فمكث ثمانية أيام ، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة ، دفن إلى جانب أخيه أسد الدين في بيته بالدار السلطانية ، ثم نقلا بعد سنين إلى مدينة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان صلاح الدين قد عاد من الكرك فبلغه خبره في الطريق فحزن عليه وتأسف حيث لم يحضره.
فصل
خلف من الذكور ستة : صلاح الدين ، وأبا بكر العادل ، وتوران شاه شمس الدولة ، وشاهنشاه ، وطغتكين سيف الاسلام وبوري تاج الاسلام ، وهو الأصغر ، وشمس الدولة الأكبر ، ومن البنات ست الشام وربيعة خاتون.
السنة التاسعة والستون وخمسمائة
وفيها كتب صلاح الدين إلى نور الدين يستأذنه في انفاذ جيش إلى اليمن ، فأذن فبعث أخاه توران شاه شمس الدولة ، فسار إليها في رجب ، وكان باليمن رجل يقال له عبد النبي يلقب بالداعي من أصحاب المصريين ، وكان ظالما فاتكا ، فحصره شمس الدولة في قصر زبيد مدة ، ثم طلب الأمان ، فأمنه ، فلما نزل إليه وكل به ، وسار شمس الدولة ففتح صنعاء وحصون اليمن والمدائن ، فيقال انه فتح ثمانين حصنا ومدينة واستولى على أموالها وذخائرها وقتل الخارجي وعبد النبي بن مهدي ، وولى على زبيد سيف الدولة مبارك بن منقذ أبا الميمون ، وكان من الفضلاء جوادا ممدحا.
وفيها أكثر نور الدين الصدقات والصلوات وزاد في الأوقاف وكسا