فصل
وفيها توفي صاحب دمشق وهو مجير الدين بن محمد بن بوري بن أتابك طغتكين ببغداد ، ودفن بداره التي عند النظامية ، وبلغ نور الدين فجلس له في العزاء ، وقد ذكرنا سيرته.
فصل
وفيها قتل شاور كما ذكرنا وقائعه إلى هذه السنة ، وكان جبارا لا ينظر في عاقبة الأمور سفاكا للدماء ، ممدوحا قد مدحه عمارة اليمني الشاعر بقصائد.
ذكر مقتله
عزم على عمل دعوة لأسد الدين والأمراء ثم يقتلهم وأن ابنه الكامل نهاه ، واختلفوا في كيفية مقتله على أقوال :
أحدها : ان الأمراء اتفقوا على قتله لما علموا بمكاتبته للفرنج ، وأن أسد الدين تمارض ، وكان شاور يخرج إليه كل يوم والطبل والبوق يضرب بين يديه على عادة وزراء مصر ، فجاء ليعود أسد الدين فقتلوه.
والقول الثاني : أن صلاح الدين وجرديك اتفقا على قتله فأخبرا أسد الدين فنهاهما ، وقال : لا تفعلا فنحن في بلاده ومعه عساكر عظيم فسكتا ، واتفق أن أسد الدين ركب إلى زيارة الشافعي ، فأقام عنده ، وجاء شاور على العادة لأسد الدين ، فالتقاه صلاح الدين وجرديك وقالا : انزل هو في الزيارة فامتنع ، فجذباه فوقع إلى الأرض فقتلاه.
والقول الثالث : انهما لما جذباه لم يمكنهما قتله بغير أمر أسد الدين وسحبه الغلمان إلى الخيمة ، وانهزم أصحابه إلى القاهرة ليجيشوا عليهم ، وعلم أسد الدين فعاد مسرعا ، وجاء رسول من العاضد برقعة يطلب من أسد الدين رأس شاور ، وتتابعت الرسل ، وكان أسد الدين قد بعث