وكنية أبو عبد الله ، وقد ذكرنا أيامه ، وسبب وفاته أنه خرج إلى بعض منتزهاته في حر شديد فيقال إنه أكل رطبا كثيرا أياما متواترة ، فحم حمى حادة ، وعاد مريضا ، فاتصل به المرض حتى صار تراقيا ، والرتاقى دمل يخرج في العنق ، وبه مات أبوه المستظهر ، وماتا جميعا في ربيع الأول ، وبين وفاة المقتفي والسلطان محمد ثلاثة أشهر ، وكذا السلطان محمود مات قبل المستظهر بثلاثة أشهر ، وكذلك المقتفي مات ملك شاه قبله بثلاثة أشهر ، ومات المقتفي بعد غرق بغداد بسنة ، وكذا المستظهر ، وكانت وفاة المقتفي ليلة الأحد ثاني ربيع الأول عن ست وستين سنة ، وقيل عن خمس وستين سنة وأحد عشر شهرا ومولد المقتفي في سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر ، وأحد وعشرين يوما وأمه أم ولد تسمى بغية النفوس ، ويقال نسيم ، ودفن بداره بعد أن صلى عليه المستنجد ، وكبر أربعا ، ثم نقل بعد ذلك إلى الرصافة ، وحج في أيامه نظر الخادم ، وقيماز الأرجواني ، وسمع المقتفي الحديث من أبي الفرج واسمه عبد الوهاب بن هبة الله ابن السيبي ، وحكى عفيف الناسخ ، وكان صالحا ، قال : رأيت في المنام قائلا يقول : إذا اجتمعت ثلاث خاءات كان آخر خلافته ، فقلت خلافة من؟ قال : المقتفي ، فلما دخلت سنة خمس وخمسين وخمسمائة مات.
السنة السادسة والخمسون وخمسمائة
وفيها في ربيع الأول نقل المقتفي إلى الرصافة ليلة الأربعاء ، وأنزل تابوته في الزبزب ، ومعه جميع أرباب الدولة.
وفيها قتل طلائع بن رزيك بمصر ، وفيها قدم أبو الخير القزويني بغداد ، وجلس بالنظامية وذكر مذهب الشافعي ، وثارت الحنابلة عليه.
فصل
وفيها توفي الصالح طلائع بن رزيك ، أبو الغارات ، وزير الديار