السنة الخامسة والخمسون وخمسمائة
وفي يوم الجمعة سلخ صفر أرجف على المقتفي بالموت فانزعج الناس ، فوقع إلى الوزير بعافيته ، فطابت قلوب الناس ، فلما كان صبيحة الأحد ثاني ربيع الأول أصبحت دار الخلافة مغلقة إلى الظهر ، وركبت العساكر لحفظ البلد فتحقق الناس موته ، فلما كان قريب الظهر ، فتحت الأبواب ودعي الناس إلى بيعة ولي العهد.
بيعة المستنجد بالله
واسمه يوسف بن محمد المقتفي ، وكنيته أبو المظفر ، ولد في ربيع الأول سنة ثمان عشر وخمسمائة وأمه أم ولد يقال لها طاووس وأدركت خلافته ، وتوفيت في هذه السنة ، ولما تولى أسقط الضرائب على الغنم ، والخيل ، والتمر ، والسمك ، وغيره ، وبسط العدل ، وكف الناس عن الظلم وعمل العزاء في بيت النوبة ثلاثة أيام ، وكان رجل يرفع إلى المقتفي أخبار البلد ، فلما ولي المستنجد كتب إليه على العادة ، فقال المستنجد : ما هذا؟ قالوا : صاحب خبر ، فأمر به فضرب حتى سال دمه ، ثم أمر به فحبس.
فصل
وفيها توفى قيماز الأرجواني أمير الحاج بعد نظر الخادم ، وكان شجاعا عادلا ، رفيقا بالحاج ، محسنا إليهم ، دخل الميدان في دار الخلافة يلعب بالكرة ، فسقط من الفرس على رأسه فخرج من أذنه دم ، فمات فحزن الخليفة عليه ، والناس لخيره وحسن سيرته ، وأمر أرباب الدولة يمشون في جنازته ، فمشوا إلى الشونيزية ، فدفن بها ، وحج بالناس عشر سنين.
فصل
وفيها توفي المقتفي بالله أمير المؤمنين ، واسمه محمد بن المستظهر ،