الرعية من الفقهاء ، والتجار ، وخوطبوا بما زاد في إيناسهم ، وسرور نفوسهم ، وحسن النظر لهم بما يعود بصلاح أحوالهم ، وتحقيق آمالهم ، فأكثر الدعاء له ، والثناء عليه ، والشكر لله على ما أصاروه إليه ، ثم تلا ذلك إبطال حقوق دار البطيخ ، وسوق البقل وضمان الأنهار ، وأنشأ بذلك المنشور ، وقرىء على المنبر بعد صلاة الجمعة ، فاستبشر الناس بصلاح الحال ، وأعلن الناس من التناء والفلاحين ، والحرم والمتعيشين برفع الدعاء إلى الله تعالى بدوام أيامه ، ونصرة أعلامه ، والله سبحانه ولي الإجابة بمنه وفضله.
وقد كان مجاهد الدين بزان قد أطلق يوم الفتح من الاعتقال ، وأعيد إلى داره ، ووصل الرئيس مؤيد الدين المسيب إلى دمشق مع ولده النائب عنه في صرخد إلى داره ، معلولا على لزومها ، وترك التعرض لشيء من التصرفات والأعمال ، فبدا منه من الأسباب المعربة عن إضمار الفساد ، والعدول عن مناهج السداد والرشاد ، ما كان داعيا إلى فساد النية فيه ، وكان في إحدى رجليه فتح قد طال به ونسر ، ثم لحقه معه مرض وانطلاق متدارك أفرط عليه ، وأسقط قوته مع فهاق متصل ، وقلاع في فيه زائد ، فقضى نحبه في الليلة التي صبيحتها يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين ودفن في داره ، واستبشر الناس بمهلكه ، والراحة منه ، ومن سوء أفعاله ، بحيث لو عدت مخازيه مع جنونه واختلاله ، لطال بها الشرح ، وعجز عنها الوصف.
وفي أواخر المحرم من السنة ، ورد الخبر من ناحية ماردين ، بوفاة صاحبها الأمير حسام الدين بن إيل غازي بن أرتق ، رحمهالله ، في أول المحرم ، وكان مع شرف قدره في التركمان ، ذكيا محبا لأهل العلم والأدب ، مميزا عن أمثاله بالفضيلة.
وفي شهر ربيع الأول من السنة وردت الأخبار من ناحية مصر ، بأن الإمام الظافر بالله أمير المؤمنين (١٧٨ و) صاحبها ، كان ركن إلى