ووردت الأخبار من
ناحية العراق بأن الإمام الراشد بالله أمير المؤمنين. كان قد فصل عن الموصل ،
وتوجه إلى ناحية الجبل ، فقضى الله تعالى للقدر النازل ، والحكم النافذ استشهاده
على باب أصفهان ، بأمر قرر له ، وعمل عمل عليه ، فصار إلى رحمة ربه سعيدا مأجورا
شهيدا ، في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان من السنة ، فكانت خلافته
إلى أن استشهد سنتين وعشرة أشهر .
وفي هذه السنة ورد
الخبر بوفاة الأمير طغان (أرسلان) بن حسام الدولة ببدليس ، وانتصب في مكانه ولده الأمير قرتي
بن طغان أرسلان ، واستقام له الأمر ، وحكي عنه حكايات في الظلم والتعجرف والتجبر
والجور ، تنكرها النفوس ، وتنفر من سماعها القلوب.
سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة
(١٤٦ و) أول هذه
السنة يوم الجمعة بالرؤيا ، مستهل المحرم ، وفيه اجتمع الأمير عماد الدين أتابك
بالخاتون صفوة الملك والدة الأمير شهاب الدين ، بظاهر حمص ، وقد اجتمع عنده جماعة
وافرة من رسل الخليفة والسلطان ومصر والروم ودمشق وغير ذلك.
__________________