وورد الخبر من ناحية حلب بوفاة القاضي بهاء الدين بن الشهرزوري بها ، في يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان من السنة ، وحمل إلى مشهد صفين ، ودفن به وكان صاحب عزيمة ماضية ، وهمة نافذة ويقظة ثاقبة (١).
وفي هذه السنة توفي القاضي الأعز أبو الفتح محمد بن هبة الله بن خلف التميمي رحمهالله ، في ليلة الجمعة النصف من شهر رمضان ، وكان من المتخصصين ذوي المروءة ، وكرم النفس.
وفي هذه السنة ترددت المراسلات من الأمير عماد الدين أتابك ، إلى الأمير شهاب الدين ، في التماس انعقاد الوصلة بينه وبين والدته الخاتون صفوة الملك زمرد ابنة الأمير جاولي ، إلى أن أجيب إلى ذلك ، واستقر الأمر فيه ، وندب من دمشق من تولى لها العقد في مخيمه بحمص ، في يوم الاثنين السابع عشر من شهر رمضان من السنة ، وتقررت الحال على تسليم حمص إليه ، فتسلمها مع القلعة وعوض عنها لواليها الأمير معين الدين أنر حصن بعرين (٢) ، وتوجهت الخاتون صفوة الملك والدة شهاب الدين من دارها إلى عسكر عماد الدين أتابك بناحية حمص وحماة ، مع أصحاب عماد الدين المندوبين لإيصالها إليه ، في أواخر شهر رمضان منها.
__________________
(١) كان يشغل وظيفة «قاضي الممالك الأتابكية ، وكان أعظم الناس منزلة عنده» (زنكي).
الباهر : ٥٧.
(٢) في مرآة الزمان : ٢ / ١٦٥ : «وفيها (٥٣٢ ه) تزوج أتابك زنكي بأم شهاب الدين محمود ، وهي الخاتون صفوة الملك زمرد ابنة الأمير جاولي ، وكان قد طلبها في السنة الماضية ، فامتنع بزواش ، فقال : وما السبب في أننا نزيل دولة مولانا بأيدينا ، فلما قتل بزواش راسل أتابك زنكي في هذا المعنى ، وهو مقيم على حمص فأجيب ، فعقد العقد بحمص يوم الاثنين سابع عشر رمضان ، وتقرر الحال في تسلم حمص إليه ، فتسلمها مع القلعة ، وعوض لمعين الدين أنر حصن بعرين ، وتوجهت خاتون من دمشق في عسكر أتابك إليه في شهر رمضان ، وقيل سارت إليه في المحرم أول السنة الآتية ، واجتمعا على حمص».