وفي هذه السنة ، سنة ثلاثين وخمسمائة تشتى السلطان مسعود ببغداد ، وأتابك عماد الدين (١٤١ و) والإمام الراشد بالله ، ووزيره جلال الدين أبو الرضا بن صدقة بظاهر الموصل.
وفيها وردت الأخبار في ذي القعدة منها ، بظهور متملك الروم من القسطنطينية (١) ، وحكي أن طالع ظهوره كان عشر درج من الميزان ، وأن الزهرة والمشتري في العاشر والشمس في الأسد والمريخ في السابع ، والله أعلم بالغيب.
وفي يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة ، قتل الرئيس محيي الدين أبو الذواد المفرج بن الحسن بن الحسين الصوفي ، رئيس دمشق بظاهر المسجد الجديد ، قبلي المصلى في اليوم المذكور ، والسبب في ذلك أن الأمير شهاب الدين محمود بن تاج الملوك ، صاحب دمشق ، والأمير بزواج ، والحاجب سنقر ، كانوا قد أنكروا عليه أمورا بلغتهم عنه ، وأحوالا استوحشوا بسببها منه ، فشرعوا في إفساد حاله ، وتحدثوا في أخذ ماله ، وتقررت الحال فيما بينهم على هذه الصورة في المخيم بحوران ، وكان الرئيس المذكور قد فارقهم من حوران ، وعاد إلى البلد لمداواة مرض عرض له ، فلما استقر الأمر بينهم على هذه القضية ، وعادوا إلى البلد ، وخرج الرئيس المذكور في جماعة لتلقيهم ، فحين سلم عليهم وافق ذاك حديث جرى بينهم في معنى المعاملات ، أجاب عنه جوابا غلظ عليهم وأنكروه منه ، فعادوا لذاك عن القبض عليه إلى القتل له ، وقد كان بلغه اعتزامهم على إفساد حاله بأخذ ماله ، وأشير عليه بالاحتياط على نفسه ، والتحيل في دفع الضرر عنها ، فلم يقبل للأمر المقضي ، والقدر النازل ، فقتل مظلوما رحمهالله ، بغير استحقاق للقتل ،
__________________
(١) هو الامبراطور جون ـ أو يوحنا ـ كومنين جمع جيشا لجبا بالغ المؤرخ السرياني المجهول في تقدير عدده ، فجعله «أربعمائة ألف رجل من الأغريق والفرنجة والألمان والهنغاريين». انظر أيضا الكامل لابن الأثير : ٨ / ٣٥٨ ، حيث التاريخ عنده وعند المؤرخ السرياني سنة ٥٣١ ه / ١١٣٧ م.