سكن إليه ووثق به ، واعتمد عليه ، وبادر بتجريد وجوه عسكره في خمسمائة فارس ، وكتب إلى ولده بهاء الدين سونج بحماة يأمره بالخروج في عسكره ، والاختلاط بالعسكر الدمشقي ، ومقدمه الأمير شمس الأمراء الخواص ، وعدة من الأمراء والمقدمين (١٢٥ و) ، فامتثل الأمر ، وخرج من حماة في رجاله وتجمله ، وتوجهوا جميعا إلى مخيم عماد الدين أتابك ، فأحسن لقاءهم ، وبالغ في الإكرام لهم ، وأغفلهم أياما ، وعمل عليهم ، وغدر بهم وقبض على سونج ولد تاج الملوك ، وعلى جماعة المقدمين ، ونهب خيامهم وأثقالهم ، وكراعهم ، فهرب منهم من هرب ، واعتقل الباقين ، وحملهم إلى حلب وأمر بحفظهم فيها.
وزحف من يومه إلى حماة ، وهي خالية من الرجال الحماة ، فملكها واستولى على ما فيها ، ورحل عنها إلى حمص ، وكان صاحبها خيرخان ابن قراجة معه ، بعسكره ، ومناصح في خدمته ، وعامل بطاعته ، وكان المعين له ، والمحرض على الغدر بسونج ، وقبضه ، فحين نزل عليها غدر بخير خان صاحبها واعتقله ، ونهب خيامه وأثقاله ، وتوثق منه ، وطلب تسليم حمص إليه ، فراسل نوابه فيها ، وولده بذاك ، فلم يلتفتوا إلى مقاله ، ولا وقعت منهم إجابة إلى سؤاله ، فأقام عليهم مدة طويلة ، يبالغ في المحاربة لأهلها ، والمضايقة لها ، فلم يتهيأ له فيها مطلب ، ولا تيسر مأرب ، فرحل عنها إلى الموصل ، واستصحب معه سونج بن تاج الملوك ، والمقدمين من عسكر دمشق ، وأقر الباقين في حلب ، وترددت المراسلات في إطلاق المعتقلين ، فلم يفعل ، والتمس عنهم خمسين ألف دينار ، أجاب تاج الملوك إلى تحصيلها ، والقيام بها.
وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية مصر ، بقتل الآمر بأحكام الله صاحبها ، في آخرها ، تدبيرا دبر له ، وعمل فيه عليه ، لأمور منكرة ارتكبها ، وأحوال قبيحة اعتمدها ، ودعت إلى قتله ، وأوجبت الفتك به ، لأنه بالغ في ظلم الرعية ، وأخذ أموالهم ، واغتصاب أملاكهم ، وسفك