إلى أخذ آلة السلاح ، فأرهقوهم بسيوفهم الماضية ، وخناجرهم المبيرة القاضية ، حتى أتوا على الجميع ، وقطع رأس بهرام ويده بعد تقطيعه بالسيوف والسكاكين ، وأخذهما واحد مع خاتمه من الرجال القاتلين ، ومضى بهما إلى مصر مبشرا بهلاكه ، ومهنئا ببواره ، فخلع عليه وأحسن إليه ، وشاعت بذلك الأخبار ، وعم الكافة الجذل بملكهم ، والاستبشار ، وأخذ الناس من السرور بهذا الفتح بأوفر السهام ، وأكمل الأقسام ، فقلت عدتهم ، وانقصفت شوكتهم ، وانفلت شكتهم.
وقام بعد بهرام صاحبه اسماعيل العجمي رفيقه في الضلال والعدوان ، وشريكه في المحال والطغيان ، مقامه ، وأخذ في الاستغواء للسفساف مثاله ، وزاد في الجهل زيادة أظهرت سخف عقله ومحاله ، وتجمع إليه بقايا الطائفة الخبيثة من النواحي والأصقاع ، ومن كان منهم متفرقا في النواحي والبقاع وجرى أبو علي طاهر بن سعد المزدقاني الوزير على الحال التي سلكها مع بهرام في حق اسماعيل ، في المساعدة على مراده (١٢٢) والمعاضدة على أغراضه ، لتحرزه من الشر ، ورغبته في السلامة ، ولم يعلم أن عقبى هذه الأفعال عين الندامة ، والبعد عن طريق السلامة ، فقد قيل «رب مستسلم نجت به سلامته ، ومتحرز من الشر كانت فيه آفته» ولم تزل شكوى الناس من الخاصة والعامة ، تتضاعف ، والأضرار بهم من المخذولين تتوالى وتترادف إلى أن صرف تاج الملوك ابن ظهير الدين أتابك إلى الفتك بهم ، والاجتياح لهم همته ، وأرهف لتطهير الأعمال منهم عزيمته ، ورأى أن إصلاح الأمر فيما يقتضيه التدبير ، فيما يراد ، والتقرير الإيقاع بأبي علي الوزير أولا فإنه أصوب ما اعتمد ، وأولى ما قصد ، فرتب لقتله من خواصه من اعتمد عليه ، وسكن في أمره إليه ، وقرر معه أن يضرب رأسه بالسيف متى أشار إليه ، فلما كان يوم الأربعاء السابع عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة حضر مع جماعة الأمراء والمقدمين على الرسم ، في قبة الورد