الأمير سيف الدولة مسعود ، الوالي بصور من قبل الأمير ظهير الدين أتابك ، فلما خرج للسلام على والي الأصطول ، سألوه النزول فلما حصل في مركب المقدم ، اعتقله وتمت عليه المكيدة ، وحصل البلد في أيديهم ، ولما أقلع الأصطول ، ووصل إلى مصر ، وفيه الأمير مسعود ، أكرم وأنزل في دار ، وأطلع له ما يحتاج إليه ، والسبب كان في هذا التدبير أن شكاوي أهل صور تتابعت (١١٣ ظ) إلى الآمر بأحكام الله ، فاقتضت الآراء التدبير عليه ، وإزالة ما كان من الولاية إليه ، وكانت عاقبة خروجه منها ، وسوء التدبير فيها ، خروجها إلى الأفرنج ، وحصولها في ملكتهم.
وفي هذه السنة ورد الخبر ، بأن الأمير نور الدولة بلك بن أرتق ، نهض في عسكره في أيام من رجب ، وقصد الأفرنج بالرها ، وأوقع بهم ، وكسرهم وأسر مقدمهم جوسلين وابن خالته كليان (١) ، وجماعة من مقدميهم عند سروج.
وورد الخبر بوفاة الأمير نجم الدين إيل غازي بن أرتق بعلة عرضت له ، وهو نازل في قرية تعرف بالفحول (٢) من عمل ميافارقين ، من ديار بكر ، في السادس من شهر رمضان من السنة ، وقام في منصبه بعده ولده شمس الدولة سليمان وأخوه تمرتاش أبناء نجم الدين ، وملكا ماردين ، وأقاما مدة متفقين وجرى بينهما خلف استمر من كل منهما (٣).
__________________
(١) ذكر المؤرخ السرياني المجهول بالتفصيل واقعة أسر جوسلين وقريبه جاليران وسجنهما في حصن زياد (خرتبرت) وروى أنه عند ما غادر بلك حصن زياد قال لجوسلين : سوف أجلب الملك بلدوين ليكون معك إن شاء الله ، وهكذا كان بعد سنة ، وقد ترجمت مؤخرا هذا النص السرياني ونشرته في الموسوعة.
(٢) كذا في الأصل ولعل الفحول تصحيف العجول ، ففي زبدة الحلب : ٢ / ٢٠٦ «عجولين» وفي الفارقي «أوسل الهينة» ولم أجدأي من هذه الأسماء في كتب البلدان للتحديد وتبيان وجه الصحة.
(٣) جاء في تاريخ ميافارقين ـ ١٧١ و ـ ظ ـ : قيل وفي خمس عشرة وخمسمائة عاد نجم الدين إلى ماردين ، وأقام بها سنة ست عشر وخمسمائة ، وخرج إلى أوسل الهينة من بلد ميافارقين ، وأقام هناك ومعه زوجته الخاتون بنت طغتكين صاحب دمشق ، فمرض وتوفي يوم الخميس سابع عشرين رمضان ، فحمل ليلا وركب ولده الأمير شمس الدولة سليمان والخاتون ، ووصلوا ميافارقين ليلا ، ووصلوا إلى باب الهوة ، وأجلسوا الأمير على فرسه ، ومن ورائه رجل