بها ، وأحرقوا بعض زرعها ، ورحل منها إلى ناحية الوادي [وادي بزاعا](١) ورحل قسيم الدولة في جمعه من العسكر ، وتقديره نحو من عشرين ألفا ، وزيادة على ذلك ، لكنهم (٢) في أحسن زي وهيئة ، وأتم آلة وعدة وقطع سواقي نهر سبعين (٣) قاصدا عسكر تاج الدولة ، وكان بروزه من حلب في يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى من السنة ، التقى الفريقان غداة يوم السبت تاليه عقيب اقتران المريخ وزحل في برج الأسد ، المقدم ذكره بخمسة أيام ، وكان عسكرا كربوقا وبزان لم يتمكنوا من قطع بعض السواقي ، فأقاموا على حالهم (٤) ، ولم يثق بمن كان معه من العرب ، فنقلهم في وقت المصاف من الميمنة إلى الميسرة ، ثم جعلهم في القلب فلم يغنوا شيئا ، فنصر الله تعالى تاج الدولة وعسكره عليهم ، فانهزمت العرب وعسكر كربوقا وبزان عند الحملة وعسكر يوسف ، وتحكمت السيوف فيهم ، وأسر قسيم الدولة آق سنقر صاحب حلب وأكثر أصحابه ، وحين أحضروا بين يدي السلطان تاج الدولة (٥) ، فأمر بضرب عنق قسيم الدولة ومن اتفق من أصحابه فقتلوا وتوجه أكثر الفل إلى حلب ، واجتمعوا بأهل البلد والأحداث ، وتقرر بينهم الاعتصام بحلب ، والاستنجاد بالسلطان بركيارق ، فوصل تاج الدولة في الحال إلى حلب ، وقد اختلفت الآراء فيها بينهم ، وحاروا فيما يعملون عليه ، فوثب جماعة
__________________
(١) زيد ما بين الحاصرتين من رواية ابن العديم ـ انظر الحاشية الماضية ـ مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧٢.
(٢) كذا في الأصل ، ويحتمل أنها تصحيف صوابه «كلهم».
(٣) في الأصل «سفيان» وهي تصحيف صوابه ما أثبتنا ، وقال ابن العديم أن سبعين «قرية من قرى حلب من نقرة بني أسد على نهر الذهب» وعلى هذا فالنهر هو نهر الذهب الذي يصب بمملحة الجبول ، والموقع هو قرية سبعين حيث تمر بعض سواقي هذا النهر. مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٧١.
(٤) كذا والصواب بالتثنية.
(٥) صيغة الجملة هكذا توحي بوجود سقط ، هذا وذكرت المصادر التي تحدثت عن هذه الواقعة بأن «تاج الدولة تتش قال لقسيم الدولة لما حضر بين يديه : لو ظفرت بي ما كنت صنعت؟ قال : كنت أقتلك ، فقال له تتش : فأنا أحكم عليك بما كنت تحكم علي» فأمر ....