عشرة (١) سنة ، وخمسة أشهر ، وكان حسن السيرة ، جميل السريرة ، وولي بعده ولي عهده ولده أبو العباس أحمد المستظهر بالله أمير المؤمنين بن المقتدي بالله أمير المؤمنين ، وبويع له بالخلافة بعد أبيه في يوم الثلاثاء الثامن عشر من المحرم من السنة ، واستقام له الأمر ، وانتظمت بتدبيره الأحوال على قبض السداد ، وكنه المراد ، وعند ذلك قبض على إخوته واعتقلهم عنده ، وكان السلطان بركيارق عند وفاة المقتدي بالله رحمهالله مقيما ببغداد ، وبقي فيها مقيما إلى آخر السنة.
وفي شهر ربيع الآخر منها برز السلطان تاج الدولة من دمشق في العسكر ، وتوجه إلى الشام ، وقطع العاصي في شهر ربيع الآخر (٦٩ و) ، وتقدم إلى العسكرية برعي الزراعات ، ونهب المواشي والعوامل ، ولما اتصل الخبر بذاك إلى قسيم الدولة صاحب حلب ، شرع في الجمع والاحتشاد ، والتأهب لدفعه والاستعداد ، وأجمع على لقائه ، وانتهى الخبر إلى تاج الدولة بذاك ، ووصول بزان صاحب الرها إليه في عسكره ، لإسعاده عليه ، وانجاده ، وكذلك وصول كربوقا صاحب الموصل ويوسف [بن آبق](٢) صاحب الرحبة في ألفين وخمسمائة فارس ، وحصول الجميع في حلب لمعونته ومؤازرته ، فرحل من منزله بكفر حمار (٣) إلى الحانوته ، ثم منها إلى الناعورة ، وغارت الخيل على المواشي
__________________
(١) يمكن الربط بين حوادث وفاة كل من نظام الملك ، وملكشاه ، والخليفة المقتدي ، وذلك على أرضية الصراعات بين هؤلاء الأقطاب. انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٢٠ ـ ٢٢١.
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين توضيحا. انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٣) كذا في الأصل ، ولم أجد هذا الموقع في أي من المصادر الجغرافية على كثرتها هذا ولا حظت في ترجمة آق سنقر في بغية الطلب أن ابن العديم ينقل رواية مطابقة لرواية ابن القلانسي مع فرق ببعض التفاصيل فقط ، ولم يذكر ابن العديم هذا الموقع ، ونقل ابن العديم عدة روايات حول المعركة بين تتش وآق سنقر وناقش متون بعض الروايات وانتهى إلى القول بأن المعركة كانت بموقع اسمه «كارس» من أرض نقرة بني أسد قرب نهر اسمه سبعين. انظر مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ٢٠ ـ ٢٧٥. الباهر في الدولة الأتابكية. ط. القاهرة ١٩٦٣ : ١٥.