مسلم بن قريش إليه من عند أخيه السلطان العادل ملك شاه لمعونته على افتتاح الشام بأمره له في ذلك (١).
وفيها توفي أبو نصر الحسين بن محمد (٦٣ و) بن أحمد بن طلاب الخطيب رحمهالله.
وفي هذه السنة نزل عسكر مصر على دمشق مع ناصر الدولة الجيوشي ، وأقام عليها مدة يسيرة ، ولم يتم له فيها مراد ، فرحل عنها عائدا إلى مصر.
وفيها نزل تاج الدولة أخو السلطان على حلب ، ومعه وثاب وشبيب ابنا محمود بن صالح ، ومبارك بن شبل ، ورحل عنها في ذي القعدة ، ثم نزل عليها ثانية ولم يتم له فيها مراد ، فرحل عنها.
سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
في هذه السنة خرج من مصر عسكر كبير مع ناصر الدولة الجيوشي ، ونزل على دمشق محاصرا لها ومضيقا عليها (٢) ، واستولى على أعمالها وأعمال فلسطين ، وأقام عليها مدة مضايقا لها ، وطامعا في تملكها ، وأصر على منازلتها إصرارا اضطر أتسز صاحبها إلى مراسلة تاج الدولة يستنجده ، ويستصرخ به ، ويعده بتسليم دمشق إليه ويكون في الخدمة
__________________
(١) حدث انشقاق في أوساط قبيلة كلاب قاد إلى صراعات مع سابق بن محمود بن نصر أمير حلب ، وأدى إلى ذهاب بعض زعماء القبيلة إلى السلطان ملكشاه «فشكوا حالهم ، وسألوا منه أن يعينهم على سابق ، فوعدهم ، وأقطعهم في الشام ، وأقطع الشام أخاه تتش» وقام تتش بمحاصرة حلب ، والتحق به وهو على حلب مسلم بن قريس العقيلي أمير الموصل ، وتظاهر بمساعدته ، وعمل ضمنا على رأب الصدع بين المتصارعين من كلاب وتوحيد كلمة القوى العربية ضد التركمان ، ونجحت مساعيه ، مما أجبر تتش على رفع الحصار عن حلب ، والتوجه بأنظاره نحو دمشق .... انظر كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية : ١٦٨ ـ ١٧٥.
(٢) في ترجمة أتسز للمقريزي في كتابه المقفى أن الحصار الثاني كان سنة سبعين فبعد ما تحدث عن اخفاق حملة أتسز على مصر ذكر أن بدر الجمالي ندب العساكر «مع ناصر الدولة الجيوشي ، وبعثه إلى دمشق فحاصرها أياما ، وعاد في سنة سبعين ، فلما خاف أتسز من ظفر أهل مصر به ، راسل تاج الدولة تت ابن ألب أرسلان يستنجده ، فتحرك لذلك ، وسأل أخاه السلطان ملك شاه ابن ألب أرسلان أن يوليه الشام ، فأقطعه السلطان أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان الشام».