اما وقد خيمت وسط الغاب |
|
فليقسون على الزمان عتابي |
يترنم الفولاذ دون مخيمي |
|
وتزعزع الخرصان دون قبابي |
واذا بنيت على الثنية خيمة |
|
شدت إلى كسر القنا أطنابي |
وتقوم دوني فتية من طيء |
|
لم تلتبس أثوابهم بالعاب |
يتناثرون على الصريخ كأنهم |
|
يدعون نحو غنائم ونهاب |
من كل أهرت (١) يرتمي حملاقه |
|
بالجمر يوم تسايف وضراب |
يهديهم حسان يحمل بزه |
|
جرداء تعليه جناح عقاب |
يجري الحياء على أسرة وجهه |
|
جري الفرند بصارم قضاب |
كرم يشق على التلاد وعزمة |
|
تغتال بادرة الهزبر الضابي |
ولقد نظرت إليك يا بن مفرج |
|
في منظر ملء الزمان عجاب |
والموت ملتف الذوائب بالقنا |
|
والحرب سافرة بغير نقاب |
فرأيت وجهك مثل سيفك ضاحكا |
|
والذعر يلبس أوجها بتراب |
(٤٢ ظ) ورأيت بيتك للضيوف ممهدا |
|
فسح الظلال مرفع الأبواب |
يا طيء الخيرات بين خلالكم |
|
أمن الشريد وهمه الطلاب |
سمكت خيامكم بأسنمة الربا |
|
مرفوعة للطارق المنتاب |
وتدل ضيفكم عليكم أنور |
|
شبت بأجذال قهرن صعاب |
متبرجات باليفاع وبعضهم |
|
بالجزع يكفر ضوءه بحجاب |
كلأتكم ممن يعادي هيبة |
|
أغنتكم عن رقبة وجناب |
فيسير جيشكم بغير طليعة |
|
ويبيت حيّكم بغير كلاب |
تتهيبون وليس فيكم هائب |
|
وتوثبون على الردي الوثاب |
ولكم اذا اختصم الوشيج لباقة |
|
بالطعن فوق لباقة الكتاب |
فالرمح ما لم ترسلوه أخطل |
|
والسيف ما لم تعملوه ناب |
يا معن قد اقررتم عين العلي |
|
بي مذ وصلت بحبلكم أسبابي |
جاورتكم فملأتم عيني الكرى |
|
وجوانحي بغرائب الاطراب |
من بعد ذعر كان أحفز أضلعي |
|
حتى لضاق به عليّ إهابي |
__________________
(٢) مكثر مشداق ، النهاية لابن الأثير.