ودخلت الملكة في قبة الآخر ، وأمام الفيلين ووراءهما جمع لا يحصى. ومرة أخرى مثلوا حالة المتزوج مع امرأته بعد عقد الزواج بيوم واحد ، وذلك أن رجلا غضوبا تزوج امرأة مثله ، وكل منهما كان يعلم حال صاحبه ، وكان في نوبة غضبه يركس (٣٣٦) من أمتعة البيت ما يمكن ركسه ، ويكسر ما يمكن كسره ، والرجل يدعو خادمه ويعبث به ويؤذيه ، وكذلك المرأة تفعل بخادمتها ، فلم تأت عليهما ليلة إلّا وقد أتلفا جميع ما في الدار ، فكنّا نرى أوراق الكتب تتناثر في الجو والقماش يمزق ، والكراسي والموائد تركس ، وكان مرة أخرى يؤتى لرجل آخر غضوب بطبق فيه طعام فيرمى به في الملعب ، فحيث انتهى لطبق يطلع رأس إنسان من كوّة في الملعب ويدخل فيه.
الرقص في مسارحهم
واعلم أن الرقص في هذه الملاهي مخالف للرقص المعهود في المراقص ، فإنه هنا أكثر خفة وصنعة وموازنة ، فقد ترقص المرأة على رؤوس أصابعها عدة دقائق ، وتمشي كذلك القهقرى ، وقد تتخلع وتتفكك تخلع الراقصات في بلادنا تقريبا ، بحيث لا يبدين شيئا مخلا بالحياء ، إلّا أنه كثيرا ما يرفعن سيقانهن في وجوه الناس ، وحين يدرن دورا متتابعا يرى الرائي أفخاذهن المستترة تشف من الخز ، ومع ذلك فلا يعد هذا مخلا بالحياء ، وكذا التقبيل فإن الرجل يلثم المرأة في فمها وخدّيها ولا حرج. وتعلم الرقص في بلاد الإنكليز أصله من بلاد أيطاليا وذلك في سنة ١٥٤١.
مبدأ التمثيل
ونقلت من كتاب معجم الأوقات أن مبدأ هذه التمثيلات في بلاد الإنكليز كان لأشياء روحية دينية ، وأول تمثيلة أجريت متقنة كانت على عهد الملكة اليصابت ، وأن أول تمثيلة أجريت منتّسقة ومنتظمة كانت في رومية بحضرة البابا ليو العاشر
__________________
(٣٣٦) ركسه : قلبه (م)