الصنعة إلا أنه متين مهندم ، وكان مقرا للويس الثامن عشر ثم جعل في زمن الفتنة سجنا ، ثم جعله نابليون مجلسا خاصا ، وهو الآن كذلك ويحضره الملك بنفسه ، وعنده حديقة عظيمة ينتابها أهل تلك الناحية ، وهي أكبر من حديقة الملك ، وفي طرفه رصد الكواكب بني في سنة ١٦٦٧ ، وحديقة صغيرة تجتمع فيها الرجال والنساء في الصيف للرقص ، وهذا الموضع وإن يكن عامّا إلا أنه يعرف بمحل طلبة العلم ، ولأجلهم يباح فيه للنساء أن يتخلعن ويتفككن في الرقص ، وفي غيره يحظرهنّ الشرطة.
هوتل دوفيل وصروح أخرى
ومن ذلك «هوتل دوفيل» أنشئ في سنة ١٦٠٥ عليعهد هنري الرابع ، ولكن لم تكمل محاسنه كما هو الآن إلا في سنة ١٨٣٦. ومن ذلك قصر «كاي درصي» كان لويس العاشر يريد أن يجعله معرضا لبدائع الصنائع وكان نابوليون يريد أن يجعله مقرّا لسفراء الدول ، وهو الآن ديوان الحسابات ولم يتم بناءه قبل سنة ١٨٣٥ وبلغت نفقته أكثر من ٠٠٠. ٠٠٠. ١٢ فرنك ، وبجنبه قصر آخر بني في عهد لويس الخامس عشر وهو من أبهج قصور باريس ، ومن ذلك مجلس المشورة العام ابتدئ به سنة ١٧٢٢ ، وكان أول ما نهب في دولة البوربون ، ثم جعل مجلسا لنواب الأقاليم وعدتهم خمسمائة ، وفي سنة ١٨٢٩ عرض لأن يباع بخمسة ملايين ونصف ، وجملة ما صرف عليه إلى غاية سنة ١٨٤٠ بلغت ٣٩٣. ٢٤٣. ٢٤ فرنكا. ومن ذلك القصر المعروف بقصر الصنائع الظريفة والمحكمة الكبرى بني منها قسم من عهد صان لويس ، ثم زيد فيها مباني كثيرة حتى صارت من أحسن ما يرنى إليه ، طولها ٢١٦ قدما ، وعرضها ٢٨ ، ودار مجتمع العلماء ويقال له «الانستتيو» أسسه الكردينال مازارين ووقف عليه مكتبة عظيمة ، ورزقا يبلغ في كل عام ٠٠٠. ٤٥ ، وهؤلاء العلماء هم الذين ينقّحون كتب اللغة والنحو ، وينكرون المرذول من الكلام ويثبتون الفصيح ، فإن للفرنساوية اعتناء عظيما بفن الأدب بخلاف الإنكليز. ومن ذلك دار السكة أتم أنشاؤها في سنة ١٧٧١ ، وهي تحوي اثني عشر دولابا زنة كل منها ثمانون ألف رطل ، وتضرب في كل