منهم عن الحضور
لزمه غرامة.
وأصل الجوري عرف
في أيام الصكصونيين ، وذلك أنه كان حدث مرّة نزاع بين واحد من الإنكليز وآخر من
أهل والس ؛ فعين ستّة نفر من الإنكليز وستّة من الوالسيين للنظر في أمرهما. ثم
أثبتت إقامة الجوري في المجلّة التي يسمونها «مكنا كارتا» كأنها من أعظم أسباب
العدل والحرية. وللقاضي أن يثبط الجوري عن الأكل والشرب ، وأن يمنعهم النور إلى أن
يتواطؤوا على فصل ما. وقد غرم بعضهم لوجود فاكهة في جيبه من دون أن يثبت عليه
أكلها.
واتفق مرّة أن بعض
المسافرين في سكة الحديد طلب أرشا فحكم الجوري بأن يعطى ربع بني ، وهو عبارة عن خمسة فلوس ،
فأنكر عليهم القاضي هذا الحكم ، وأعادهم إلى النظر فيه ، فعادوا ولم يتّفقوا حتى
مضى عليهم أربع وعشرون ساعة لم يطعموا فيها شيئا ، ثم خرجوا وهم يتظلّمون من
الجوع. قال صاحب التيمس : ليس من العدل أن يترك الإنسان أشغاله ويأتي لسماع ما
يحدث بين الرجل وامرأته من التناقر والتهاتر. فقد عرفت أن هؤلاء الذين يأتون
لإجراء العدل هم أنفسهم مظلومون ، وقد يكون حكمه أيضا على غيرهم زائغا فقد قرأت في
جرنال التيمس أن امرأة اسمها أليصابت جان وود عليها طلعة الحشمة والاعتبار ، وعلى
ذراعها طفل رضيع ادّعي عليها بأنها سرقت شيلينين ونصفا في إحدى العواجل ، فثبت
عليها الذنب وحكم عليها بحبس ستة أشهر. وفيه أن امرأة طاعنة في السن ثبت أنها سرقت
ساعة وسلسلة قيمتهما خمس ليرات ؛ فحكم عليها بحبس ثلاثة أشهر مع الأعمال الشاقّة.
وإذا كان للمدّعى
عليه خصم من أفراد الجوري فله أن يستبدله. فإذا تواطؤوا جميعا على الحكم بقتل أحد
ودوّنوا ذلك في صك ، قال القاضي للمحكوم عليه : قد حكم عليك الجوري الذي هم من أهل
بلادك بأنك مستوجب للقتل فبموجب شرع هذه المملكة تؤخذ من هنا ، ويجعل في عنقك حبل
، وتشنق إلى أن تخرج روحك ، ثم تدفن مع أمثالك.
__________________