من مالطة إلى إنكلترة
مسينة
أقول بعد الحمد لله إنه في الساعة العاشرة من صباح السبت الموافق لثاني يوم من أيلول سنة ١٨٤٨ سافرنا من مالطة إلى إنكلترة ، وبعد نحو ساعتين غابت عنّا أرضها ولكن لم أقل كما قال الشريف الرّضي :
وتلفتت عيني فمذ خفيت |
|
عنا الطلول تلفّت القلب |
وبعد خمس ساعات ظهرت لنا أرض جزيرة صقلّية ، وفي نحو الساعة الثامنة من صباح الغد أرسينا في مرسى مسينه ، وكان فيه يومئذ بوارج ملك نابولي لحصار البلد ، فكانت تطلق المدافع عليه ، ويأتيها جوابها من القلعة ، فلذلك لم نقم بها إلا بعض دقائق.
صقلّية
ويقال إنّ سكان صقلّية الأقدمين كانوا من إسبانيا ، وكان يقال لهم سيكانني ، ثم قدم إليها الأطروسكان من إيطاليا في سنة ١٢٩٤ قبل الميلاد ، ثم استوطنها الفينيقيّون واليونانيون ، ثم جاء القرطاجنيون واستولوا على الجزيرة كلّها إلى أن أخرجهم منها الرومانيّون ، وفي سنة ٨٢١ للميلاد فتحها المسلمون وجعلوا مقرّ الحكومة في بالرمو ، ولبثوا فيها مائتي سنة إلى أن أخرجهم منها الأمير روجر الروماني. وفي تاريخ الروانيين لغيبون أنّها فتحت في زمن المأمون في سنة ٨٢٣ ، وزعم بعض المؤرّخين أنّها كانت متّصلة بالأرض ففصلتها الزلازل المتتالية.