إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

النفحة المسكية في الرحلة المكية

النفحة المسكية في الرحلة المكية

النفحة المسكية في الرحلة المكية

تحمیل

النفحة المسكية في الرحلة المكية

265/357
*

وزرت ذا النون المصري (١) والشيخ حسن الجباوي (٢) والقطب الغوث الشيخ بهاء الدين (٣) ، وقرأت الفاتحة لسيدي أويس القرني [الذي] قيل إنه مدفون في تلك المحلة (٤).

وجاءني وأنا في دمشق كتاب من ولدي الشيخ عبد الرحمن صورته :

والله ما أنا منصف لو أن لي عيشا يطيب وجيرتي غيّاب كيف والشوق أوهى جلدي ، وفت هذا البعد (٥) كبدي ، وازداد منه وجدي وكمدي ، كذلك القلب لا يصغي إلى أحد ، شوق أجرى كبدي من عيوني ، وأضنى جسدي وأكثر شجوني ، أيم الله ما مر ذكر كم إلا وتنفست الصعداء ، وما خطر بالبال رسمكم إلا وفاضت العبرات ممزوجة بالدماء ، وما رأيت ذاتكم طيفا إلا قبّلت مضجعي ألفا ، كرامة لمن زار على بعد المزار ، ولا سيما يوم كتابتي لهذا الكتاب ، والله شاهد ، نائبا عمن غاب ، أتشوق إليكم تشوق الصادي إلى الماء ، وأتشوف أخباركم تشوف محب به برحاء (٦) يا من هو السبب في إيجادي ، وغاية مقصدي ونهاية مرادي ، إن سألت عنا فالحمد لله ، ولكن بغداد في قحط عظيم (٧) ، وعام جدبه

__________________

(١) هذا القبر منسوب إليه ، وهو أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري ، من كبار الصالحين ، توفي في الجيزة بمصر سنة ٢٤٥ ه‍ / ٨٦٠ م ، وفي مقبرة الشونيزية (الشيخ جنيد) ببغداد قبر آخر ينسب اليه.

(٢) هو حسن بن سعد الجباوي ، وكان من أهل الأحوال ، عاش في النصف الأول من القرن العاشر للهجرة ، ينظر : الغزي : الكواكب السائرة ج ١ ص ٦٢.

(٣) لم تتبين لنا هويته ، ولعله بهاء الدين الفصي البعلي شيخ الإسلام ، وقد أخذ عنه محمد بن عبد الرحيم الفصي البعلي المتوفى سنة ٩٧٣ ه‍ ، وقبره في زاويته بباب السويقة. ينظر الغزي : الكواكب السائرة ج ١ ص ٤٢ وج ٢ ص ٢٣٩.

(٤) تقدم التعريف به ، وهذا القبر منسوب إليه ذكره الهروي (الاشارات ص ١٣) ، وقال وبالجبانة قبر أويس القرني ، وقد زرناه بالرقة وبثغر الإسكندرية وديار بكر والله أعلم ، والذي صح أنه بالرقة.

(٥) في أ(العبد).

(٦) البرحاء : الشدة

(٧) انفردت هذه الرسالة بالإشارة إلى هذا القحط. بل لم يشر إليه عبد الرحمن السويدي نفسه في تاريخه المسمى (حديقة الوزراء في سيرة الوزراء).