أخلق بمن يظلم أن يظلما |
|
وبالذي يرحم أن يرحما |
من لم يكن يرحم بالقلب من |
|
في الأرض لم يرحمه من في السما |
وأرسلت من حلب ، يوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة ، إلى الرها كتابا لسيدي العالم الفاضل حسن أفندي الرهاوي (٩٠ أ) المنصوري المعروف بحليم زاده ، وصورته :
إن أمثل ما نسجته اليراعة ، من حبر البراعة ، وأفضل ما نظمته من درر البلاغة في سلك خير صناعة ، تسليمات لاحت بروق الوداد من آفاق مبانيها ، وبزغت شموس الاتحاد من أفلاك معانيها ، سمت على النيرين قدرا ، ونمت على السماكين ، فخرا على العالم الذي كشف الغموض عن وجوه المشكلات ، ورفع حجاب الخفاء عن محيّا المعضلات ولا بدع إذ هو المتفرد في دهره ، والمتوحّد بين أبناء عصره ، ولا غرو! فإن ليلة القدر من جملة الليال ، وإن المسلك بعض دم الغزال. سيدنا الذي أخذ من كلّ فنّ أوفر نصيب ، وجاز من كل علم على المعلى والرقيب ، باهت به على جميع الأقطار الترها ، ولولاه لما اتّبع علم بها وزها ، سيدنا الأمثل النبيل ، الحري بأن أنشد فيه :
علامة الأزمان والدهور |
|
فهّامة الأديان والعصور |
فهو الذي يسمو إلى أوج العلى |
|
بفضله المنشور والمشهور |
مولاي ذو الفضل الذي لا يرتقي |
|
شمس المعالي حسن المنصوري |
(٩٠ ب) لا زالت ألوية إفاداته منشورة على كواهل الطالبين ، ولا برحت أظلة تحقيقاته وريفة ، محيطة بالمستفيدين ، آمين. أما بعد فيا أيها الحبر البحر الكامل ، والجهبذ النحرير الفاضل ، أن تموّج عباب خاطر كم الزاخر ، بالسؤال عن أحوال هذا الداعي في الباطن والظاهر ، فهو قد أناخ ركابه في أفنية حلب الشهباء ، لا زالت محط رحال المحققين الفضلاء ، عمرها الله بالمسرات ، وغمرها بالنعم والمبرات ، واجتمع هذا الفقير بفضلاء يشار إليهم بالبنان ، ولم يدان فضلهم أحد من هذا الزمان ، فجرت بيننا بعض المذاكرات ، ودارت علينا كؤوس المحاورات ، وأخذنا بأطراف الفنون ، وهصرنا عذبات البحث والحديث شجون ،