وكنت مغتبط النفس
لهذا التوجه ، مطمئن الضمير لصحة المنطلق ، أجيل فكراً نابضاً في إستقراء المجهول
، وأقدم عرضاً متواضعاً في ضوء ما أحسن ، ومن خلال هذه المناظرات والطرح المعاصر
لفكر القرآن ، تولدت جملة من الأفكار الصالحة التي يفيد منها الراهب في صومعته ،
والمفكّر في مكتبته ، والمثقف في جامعته ، والجمهور في حدود معرفته ، وإستحضرت
لذلك المؤتمرات العلمية والندوات المتخصصة ، فكانت ميداناً متسعاً لهذه الأفكار
تقابلها بالرضا حيناً ، وبالمناقشة الحرّة حيناً آخر ، وقد تسجل بأجهزة الاعلام ،
وقد تصوّر كاملة بأشرطة الفيديو ، فكانت هذا الكتاب.
هذا الكتاب عبارة عن محاضرات علمية في
نظرات معاصرة للقرآن الكريم ، ألقيت في المؤتمرات والندوات المتخصصة ، وهي خاضعة
للردّ والقبول والنقاش ، ولكنها بأية حال صورة عما أفهم ، وأطروحة لما أؤمن به ،
ليس فيها تنطعّ المتزمتين ، ولا إغلاق المتفلسفين ، جاءت كما هي عليه تعبيراً
واضحاً مفهوماً بمنأى عن الالتواء والتعنت ، وكانت حصة هذا الكتاب منها سبع
محاضرات ، ودّونت بعد عنوانها مكان وزمان إلغائها ، وهي كالآتي :
١ ـ ملامح الإعجاز في القرآن العظيم.
٢ ـ البعد العالمي في القرآن.
٣ ـ مدرسة الكوفة في تفسير القرآن
العظيم.
٤ ـ أثر القرآن الكريم في الحفاظ على
أصالة اللغة العربية.
٥ ـ الأسلوب النفسي لمكافحة الجريمة في
القرآن الكريم.
٦ ـ تحريم الخمر في القرآن الكريم.
٧ ـ مسيرة الكائن الإنساني ورسالة
السماء في القرآن العظيم.
وقد أسميتها مجتمعة « نظرات معاصرة في
القرآن الكريم » أرجو أن يلتمس بها القارئ شيئاً جديداً ، وأن يتطلع لها الشباب
بأفق متفتح ، وأن يفيد منها الباحث الموضوعي ، عسىٰ أن تكون لنا ذخراً يوم
الدين ، نعدّ فيه