مجالهم ، ولد في يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، وكان أول أولاد أبيه وأمه ، وأمه : هي الشريفة ابنة عبد الواحد الحسيني صالحة ، وكذا أختها خالته : خديجة بل وأمهما وهي زينب ابنة داود أنصارية من قدماء الصالحات ، فهو كريم الجدود ، وسمع من الرضي الطبري : الصحيح والشمائل للترمذي والثقفيات ، ومن أبي عبد الله محمد بن علي الغرناطي : الموطأ رواية يحيى بن يحيى ، وأجاز له الدمياطي : وأبو عبد الله محمد بن الحسين البغوي ، وغيرهما ، وحدث بالخلعيات عن البغوي هذا بقراءة المحدث نور الدين البغوي ، سمعها عليه الحفاظ ، وكذا حدث : «بالأنباء المبينة عن فضل المدينة» للبهاء أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر عن الرضي الطبري والشرف أبي بكر محمد بن عبد الحميد بن محمد بن عبد الله القرشي المصري الشافعي إجازة منهما ومشافهة من أولهما ـ غير مرة ـ في سنة سبع عشرة وسبعمائة بمكة بقراءة عبد السلام بن محمد الكازروني ، وممن سمع عليه : الزين أبو بكر المراغي ، وأقام بالمدينة النبوية من سنة بضع وعشرين إلى أن مات لم يخرج إلا للحج ، وحج نيفا وأربعين حجة ، وناب في الحكم بالمدينة عن التقي عبد الله بن عبد المؤمن الهوريني والبدر حسن بن أحمد القيسي ، ثم استقل بقضاء المالكية في سنة خمس وستين إلى أن مات في شهر رجب سنة تسع وستين وسبعمائة ، وهو صاحب تاريخ المدينة «نصيحة المشاور وتغذية المجاور» وله نظم كثير ، ختم تاريخه بعدة قصائد منه ، وترجمته مفرقة في تاريخه فتطالع وتجمع ، ومن شيوخه : أبو القمر الطنجي المغربي ، قرأ عليه الفرائض والحساب واختص به ولازمه بالمدينة ثم بمكة حتى مات ، وأبو عبد الله القصري ، وكان هو باب الخير والسعادة ، وساعده حتى استقر في درس أبي الحسن المزيني صاحب المغرب ، وكذا استقر في تدريس المدرسة الشهابية بعناية أبي عبد الله الوادياشي وأبي عبد الله بن الحداد حين التمس منهما أخوه علي ـ في مصر ـ مساعدته عند القاضي تقي الدين الأخناني بشهادتهما بثبوت أهليته حيث توقف القاضي في إجابته إلا بعد ثبوتها فشهدا بها ، وأمضاه ابن الأثير كاتب السر ، وكتب له المرسوم بذلك عن الناصر محمد بن قلاوون ، وممن روى عنه : الزين عبد الرحمن بن صالح المدني والمسند أبو الفرج عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن المقدسي ، وقد رأيت في ترجمة الجلال أحمد بن محمد بن الخجندي ـ مما قاله ولداه : ـ إن الجلال لقي البدر هذا ، وقد بلغ نيفا وسبعين سنة ، وسمع عليه مسند الطيالسي وبعض الصحيحين قال : ومنذ ولد في المدينة ما خرج منها إلا إلى مكة ، وله نحو ستين وقفة وجل اشتغاله في كل عمره بالقرآن والحديث والفقه وملازمة الحرم النبوي ، ومات في ربيع الآخر عن سبع وسبعين سنة ، وفيه مخالفات لما تقدم ، وقد أرخ ابن أخيه البرهان ابراهيم بن علي ـ في طبقات المالكية له ـ وفاته ، وأنها في يوم الجمعة عاشر من ربيع الآخر ، وقال : إنه قرأ القرآن