استخلف بعده فدام سنتين وشيئا ، وقيل عشرين شهرا. وارتد الناس وقام في قتال أهل الردة حتى استقام أمر الدين ، وهو أول من جمع بين اللوحين ، ويقال إنه صلىاللهعليهوسلم قال «ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أبا بكر» ، وكان صلىاللهعليهوسلم يكرمه ويجله ، ويعرف أصحابه مكانه عنده ويثني عليه ، وقال في حقه : «إن أأمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، وما نفعني مال أبي بكر» ، وكان كثير الإنفاق على النبي صلىاللهعليهوسلم وفي سبيل الله ، وأعتق سبع رقاب كانوا يعذبون في الله ، وكان الصحابة يعترفون له بالأفضلية. قال علي في حقه «خير هذه الأمة بعد نبيها صلىاللهعليهوسلم : أبو بكر» ، وثناء النبي صلىاللهعليهوسلم والصحابة عليه كثير جدا ، ولقد وصفه ابن الدغنة سيد القارة ـ حين رد إليه جواره بمكة ـ بما وصفت به خديجة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكفاه بذلك شرفا ، وقدمه النبي صلىاللهعليهوسلم للصلاة ، وبايعه الصحابة بالخلافة إلا سعد بن عبادة وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر ، تزيد يسيرا أو تنقص ، وفتح الله في أيامه اليمامة وأطراف العراق وبعض بلاد الشام وقام بالأمر أحسن قيام ، وكان أنسب قريش ، وأعلمهم بما كان فيها من خير وشر. ممن حرم الخمر في الجاهلية وكان رئيسا في الجاهلية. مات بالمدينة في جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة عن ثلاث وستين سنة ، وصلى عليه عمر ، ودفن مع النبي صلىاللهعليهوسلم في بيت ابنته عائشة الصديقة ، وغسلته زوجته أسماء ابنة عميس ، ونزل في قبره ابنه عبد الله وعمر وعثمان وطلحة رضياللهعنهم. قال إبراهيم النخعي : كان يسمى الأواه لمراقبته ، وقال ميمون بن مهران : لقد آمن أبو بكر بالنبي صلىاللهعليهوسلم زمان بحيري ، واختلف بينه وبين خديجة حتى تزوجها وذلك قبل أن يولد علي ، وقال أبو أحمد العسكري : كانت إليه الأشناق في الجاهلية وهي الديات ، كان إذا حمل شيئا يسأل فيه قريشا صدقوه وأمضوا حمالته ، وان احتملها غيره لم يصدقوه ، وذكر ابن سعد عن ابن شهاب : أن أبا بكر والحارث بن كلدة أكلا حريرة أهديت لأبي بكر ، فقال الحارث وكان طبيبا ارفع يدك والله إن فيها لسم سنة ، فلم يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد.
٢١٥١ ـ عبد الله بن عراك بن مالك الغفاري : المدني. يروي عن : أبيه ، وعنه : عيسى بن يونس. قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
٢١٥٢ ـ عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام : أبو بكر ، الأسدي المدني ، أكبر إخوته : يحيى ومحمد وعثمان وهشام وعبيد الله ، بل أبوه كان أكبر منه بخمس عشرة سنة ، وأمه فأخته ابنة الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحرث بن أسد بن عبد العزي ، يروي عن : الحسين بن علي وحكيم بن حزام وأبي هريرة وابن عمر وجدته أسماء ، وعنه : أخواه ـ هشام وعبيد الله والزهري وحنظلة بن أبي سفيان والضحاك بن عثمان الحزامي ونافع القاري وغيرهم ، وهو الذي خرج رسولا من عمه ابن الزبير إلى