إحدى وثمانمائة في الحاوي ، وأجازه بالإفتاء والتدريس ، وناب عن والده في الخطابة والقضاء والتدريس بدرس عسير ، ثم انتقل بها مع باقي وظائف أبيه بعده ، إلى أن صرف عند سفر الحاج من القاهرة سنة ثلاث وثمانمائة ، ولم يلبث أن أعيد ، ودام إلى أوائل ذي الحجة سنة ست ، فصرف بالجمال بن ظهيرة ، وتوجه صحبة الركب إلى المدينة النبوية ، ثم أعيد في موسم سنة سبع ، ثم عزل في ربيع الثاني سنة ثمان بالمذكور ، أعيد في شعبان سنة عشر ، واستمر إلى آخر رجب سنة اثنتي عشرة ، ثم عزل بالمذكور ، أعيد في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ، ولم يلبث أن صرف في ذي الحجة منها ست عشرة ، ثم صرف عن الخطابة في موسمها ، ثم صرف عن النظر والحسبة ، وأعيد الثلاثة وصرف ، وكذا درس بالأفضلية بمكة ، وكان صارما في الأحكام وله بها معرفة ، لا يكاد يستكثر شيئا ، كثير الاحتمال للأذى ، كبير المروءة ، جيد الحفظ للقرآن ، سريع التلاوة ، مديما لها غالبا ليلا ونهارا ، حتى في مرض موته ، روى لنا عنه التقي بن فهد وغيره ، ومات بمكة (بعد أن أصيب بالفالج وبأمور ترجى له كثرة الثواب بسببها) في ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة على جده القاضي أبي الفضل ، وطول الفاسي ترجمته ، رحمهالله.
٣٦٣٠ ـ محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم : الزين أبو الخير بن القاضي الزين أبي الطاهر بن قاضي القضاة الجمال أبي المفاخر بن الحافظ المحب أبي جعفر ، الطبري الأصل ، المكي ، الشافعي ، ولد في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمدينة النبوية ، وسمع بها تاريخها للجمال المطري ، من ولده العفيف ، وكذا سمع بمكة ابن السراج الدمنهوري والفخر عثمان النويري الموطأ (رواية يحيى بن بكير) في سنة أربع وأربعين ، ومن التاج بن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الهمداني والعز بن جماعة ، جانبا كبيرا من جامع الترمذي ، ومن ابن جماعة والفخر النويري ، غالب النسائي ، ومن ابن جماعة فقط الكبير من الكتب والأجزاء ، ومن الشيخ خليل المالكي غالب الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، ومن الصلاح العلائي في سنة خمس وخمسين الأول من مسلسلته وغيره من تأليفه ، ومن الكمال بن حبيب قطعة من ابن جماعة ، ومن محمد بن سالم الحضرمي وموسى بن علي الدهراني ، ومحمد بن محمد بن أبي الكرم والأنصاري وغيرهم من شيوخ مكة والقادمين إليها ، وأجاز له الشهاب بن كسنعدي والبدر الفارقي ومحمد بن غالي وأبو نعيم الأسعردي والشهاب أحمد بن علي المشتولي ، والأئمة المزي والتقي والسبكي والذهبي وأبو حيان ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم وأحمد بن علي الجزري وآخرون ، وتلى بالسبع على المقري ناصر الدين العقبي وأبي